تبدأ مرحلة ماقبل الزواج بأمنيات وأحلام نرسمها لانفسنا ونتوقع أن يكون المستقبل مليء بالافراح والليالي الملاح ولكن سرعان ماتنتحر هذه الأحلام على أرض واقع أغلب بيوتنا المصرية الرتيبة.
قصة تتكرر في معظم الزيجات داخل مجتمعاتنا ..
تبدأ الحدوتة بطرفين أحدهما أدمن العطاء الأبدي والطرف الأخر عشق هذا العطاء وأدمن الأخذ الدائم.
حتى يجف الطرف المعطاء ويلتمس قليلا من المنح كي يشحن طاقته ويعاود العطاء مرة أخرى..
ولكن هيهات لاحياة لمن يلتمس ..!!
ومع العطاء المتواصل والأخذ الدائم تتحول الحياة إلى دوامة لاتتوقف.. تسير بقوة الدفع وتكون فاقدة للطعم واللون والرائحة ,حياة عديمة الحياة فتكون احداثها سخيفة ونهايتها مؤلمة…
“العار”فيلم مصري تم انتاجه عام 1982
تشهد أحداث هذا الفيلم ملحمة من ملاحم العطاء الأنثوي المتمثلة في “روقة”الزوجة السرية والعشيقة والحبيبة والأم والحضن الدافيء, لاتطلب شيئا من الدنيا ولاتبغي سوى رضا حبيبها “كمال ”
فيلجا لها في ضيقه ليفرغ همه على أعتاب بابها ويترك أحزانه في احضانها ..
روقة التي ارتضت عدم إعلان زواجها السري حتى لاتسبب لكمال أي إحراج بين أفراد عائلته..أخوه الطبيب المشهور والأخ الثاني رجل القضاء والوالد تاجر العطارة صاحب الصيت والغنى …!!
“روقه” حلم كل رجل مصري “تقريبا …
وحانت اللحظة الفاصلة لحظة الإختبار ..
إضطر الأشقاء الثلاثة القيام بمهمة نقل شحنة مخدرات من داخل البحر إلى الشاطئ انقاذا لموقفهم المالي بعد اكتشاف أن الأب لم يكن تاجر عطارة ولكنه كان تاجر مخدرات وغامر بكل امواله ومعها قرض من البنك بضمان محل العطارة لشراء هذه الشحنة…
يرفض أحد أشقاء كمال النزول إلى الماء لنقل شحنة المخدرات وأصيب بحالة تشنج عصبي فتقدمت “روقة “الجميع – كما تعودت العطاء -وأرتدت ملابس الغطس لتنزل بدلا من شقيق زوجها وتتولى مهمته, انقاذا للموقف .
وبالفعل نزلت “روقة “وبدأت في نقل الشحنة معاونة لزوجها وشقيقه تنزل إلى البحر وتعود للشاطيء تنزل وتعود ووفي المرة الثالثة كان ذهاب دون عودة..
روقة غرقت لأنها تجهل قواعد مواجهة مياة البحر , ولم تفكر ماذا سيحدث لها في وسط الأمواج , لكنها فكرت فقط أن تعطي ..أن تمنح.. أن تساعد الزوج في شدته ….
وبعد الانتهاء من مراسم نقل شحنة المخدرات كاملة وفي الصباح تم استخراج جثة روقة من البحر غارقة بواسطة خفر السواحل.. ليقترب منها “كمال “باكيا عليها وعندما اقترب منه أحد المتواجدين بسؤال..هل تعرفها ؟؟
كان رد كمال : لأ معرفهاش بس شكلها صعب عليا–خوفا من التورط في مُسألة قانونية-…
“روقة”ماتت مرتين لقد مات قلبها بفعل الغرق وماتت روحها عندما تنكر لها أبوكمال وهي في أمس الحاجة لأن يضمها إلى حضنه الذي طالما انتزعت منه اوجاعه ..
من أجل ذلك أنا عمري ماهتجوز كمال ..!!