عِشرة بوابتك للحياه
قرر أنس ان يترك القاهرة ويتجه الي الاسكندرية ليعمل فيها
.. وعد اخته الوحيدة حور ان يصحبها معه بعد ان يؤمن لها سكن مناسب .. تعلم حور انه لا يخدعها وانه سيفي بوعده في اقرب وقت.. فمنذ ماتت أمهم وذهب ابيهم بعيدا ليبدأ حياة جديدة مع زوجة جديدة وينجب المزيد من الاطفال .. وهما لا يفترقان .. تعاهدا علي ذلك .. ورغم ان أنس تغير كثيرا وتغيرت اهتماماته .. فاصبح يقضي كل وقته في قراءة الكتب التي اقتحمت عقله وشكلت وجدانه من اول وجديد .. حتي قرار سفره للاسكندرية لم يكن إلا ليكون قريبا من شيخه المفضل .. اصبح كالمهاجر خلف شيخه ..وشيخه الآن قرر ان يستقر في الاسكندرية ..اذا فليستقر معه هناك .. ليستزيد من علمه …
اليوم يلعن انس قرار استقراره في الاسكندرية ..فلا هو اصطحب اخته ولا وجد سكنا مريحا ليستقر فيه .. فلكي يكون قريبا من مكان عمله اختار له صاحب العمل شقة قريبة من كنيسة القديسين .. منذ اليوم الأول والظلام يعم حجرته فقد أغلق النافذة الوحيدة التي تطل علي النور لأنها تطل علي الكنيسه .. اصوات اجراس الكنيسه يؤرق منامه ..يزعجه .. يواجهها بخطب عصماء تنبعث من جهاز الكمبيوتر الخاص به .. يستمع الي الحويني والعريفي وبن لادن
.. يقرأ في الكتب عن ماينتظره من حور عين اذا جاهد في سبيل الله .. ولماذا يجاهد بعيدا .. الجهاد اقرب اليه من حبل الوريد ..الكنيسة بجواره .. والمتفجرات سيحصل عليها بسهولة لو افصح عن قراره بالجهاد لمريدي شيخه المفضل .. فتح نوافذ غرفته ليراقب حركة سير الكنيسة ويتابع اعيادها والايام التي تكتظ فيها بالمصليين …. قرر تنفيذ العملية يوم العيد ..سيحول لهم عيدهم الي ذكري مؤلمة مفجعة .. شلال دم سيزيده فخرا …
ترك هاتفه يرن فنداء الجهاد اصم اذنه وارتدي حزامه الناسف .. لم يعلم من اخته انها في طريقها الي الاسكندرية في رحلة مع جامعتها وان الكنيسة هي احد الاماكن التي وقع اختيارهم عليها لزيارتها ..
وألتقيت أشلائهما .. أنس بحزامه الناسف وقراره الارهابي الدموي وهي كضحية بريئة من ضحايا العمل الارهابي الخسيس والعقل المغيب .. امتزجت دمائه الآثمة ودمائها الطاهرة مع دماء المصليين الذين يرفعون شعار احبوا اعدائكم
… كان يجب ان تتحول الدماء الذكية الي اجراس تنبه الجميع الي ضرورة تجفيف منابع الارهاب التي لم يتم تجفيفها بعد .. بل انها تحت السطح سرطان قاتل يختار ضحاياه بعناية فائقة ..شباب يخيل لهم ان نصرة الدين لا يكون الا باسالة المزيد من الدماء
