الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …رحيل ست الحبايب…!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …رحيل ست الحبايب…!!!

من الالام تأتى المعاناة فى صورة كلمات ومنهم كتبنا هذه المقال…..


منذ ان عرفت الحياة وانا انهل من نهر حبها الفياض الذى يغدق على كل من حولها من ابناء واهل وجيران وحتى الحيوانات .

تلك كانت امى مدرسة العطاء بكامل معانيه ، امى تلك السيدة الجميلة الوجه والقلب لم تعرف كلمة الحقد ولا الكراهية ابدا دوما تسامح حتى من يسىء اليها ودوما ترى كل الناس طيبين وتبرر افعالهم بأنهم لم يقصدوا مايعنوه وقتها ، بل انها كانت فى بعض الاحيان تلقى علينا نحن اللوم لاننا نسىء فهم افعالهم ونفسرها خطأ وبهتانا .

فى مدرسة عطاء امى تعلمت واستوعبت دروس ان تعطى بلا مقابل من البشر وان تنتظر رد سيد الكون وعطاءه وبأن على قدر العطاء يكون الجزاء والمكافأة .

فى بيت ابى تزوجت وعشت معهم مايقرب من عقدين كانت فيهما امى سندى وعضدى بل وذخيرتى فى الحياة حينها والى اخر العمر ، لم اكن فى وجودها اخاف من اى شئ…

كانت كل مشاكلى تحل بمجرد النظر اليها وردها الجميل ( اصبرى واحتسبى ) مهما تعاظمت المشاكل واحتدت لم يكن ردها الا بهاتين الكلمتين ، وعندما ازيد فى اظهار المى وهمى ترد على وهى تدارى حزنها وتقول فى صيغة سؤال وتساؤل ؛مش انتى ليك رب ؟

وقبل ان اجيبها بالتأكيد اننى مؤمنة بقضاء الله وقدره تستكمل اجابتها وتقول : خلاص يبأه هياخدلك حق ؛ يمهل ولايهمل …

بكلماتها البسيطة وحنيتها وجمال حديثها كنت اغسل همومى وانقى قلبى من الهم والحزن ..

لم تخذلنى يوما ولم تفعل معى الا كل ماهو جميل ؛ لا اذكر ان يدها امتدت على ابدا ولا اذكر لها انها كشرت عن انيابها امامى ولا منعت عنى ولامنى شىء ، بالعكس تماما فأنا مدينة لها بعمرى كله وبحياتى التى كانت تهندسها بالحب وتبعد عنى عثراتها بالمحبة والحنان .

عمرى كله عشته وانا اسمع وارى من فقد امه ولم اكن ادرى ان فقد الام بمثابة انتزاع احشاءك من جسدك وسلب بؤرة اتزانك وارتكازك من الحياة كلها، جربت على مدى سنين عمرى الممزوجة بالسعادة والتعاسة جربت كل انواع الفقد ووجدت اكثرهم الما وكسرا وانكسارا فقد الابن وهو من اكثر الابتلاءات والالام يليه فقد الام فهى تكمل بفقدها ماانتزع منك من فقد ابيك واختك فتصبح بعد كل هذه الابتلاءات فى مرحلة اللاعودة واللا مضى تجد نفسك امام جدار عميق راسخ البنيان وانت امامه فى وضعية انتظار ان يهدم هذا الساتر المخيف فترى من وراءه احبابك او ان يفتح فتذهب لهم وتمتزج بهم شوقا وربما الما.

فى وضعية رحيل ست الحبايب تتأكد ان الحب والامان والحنان قد رحلوا وانك ستكمل حياتك مجرد شىء ..

اللهم ارحم امى واستبدل محبتها صبرا …

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *