الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. درس قاسٍ

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. درس قاسٍ


لم ينس اسعد عمره مافعلته به هذه الانسانة التى داوم على مراسلتها عام بالكامل عبر الشبكة العنكبوتية ، وكم من آهات وقبلات ونظرات واشتياق ارسلهم اليها وهى ايضا.

وبعد عام اقنعها باللقاء ولم ترفض فندم انه لم يبادر بهذا العرض من زمن معرفتها وعنف نفسه التى صورت له انها لن ترضى بلقاءه وربما تقطع علاقتها به اذا طلب ذلك .

ارتدى اجمل مالديه واستلف من ابويه ماتيسر لهما ان يعطيانه فهو لم يتوظف بعد ويقضى الكثير من وقته باحثا عن عمل ومن حين لاخر يجد له اصدقاءه عمل مؤقت يتناسب مع مؤهله كمهندس تكنولوجيا معلومات ولكنها كما يقولون مرمه او سبوبه يأخذ منها مالا وقتيا فقط .

فى تمام الساعة الخامسة تلقى منها اتصالا هاتفيا تؤكد فيه انها قادمة من حلوان بأوبر وتنتظره فانتفض ليس فرحا ولكن قلقا فمايحمله من نقود بالكاد يكفى اجرة اوبر وهى قادمة فمابالك عند العودة ، وقع فى مشكلة واعياه التفكير الى ان هداه عقله الى ان يقوم بدور الجاهل اين هى وعندما حادثته ظل على هذه الحال يشرح لها انه يقف فى مكانه ويسألها. مندهشا اين هى ؟

وقت طويل مضى وهو يمثل عليها دور الباحث عنها وعندما قالت له خلاص انا هنزل واجيلك انتابته فرحة مابعدها فرحة وفور ان رآها نزلت من الاوبر قال لها خليكى مكانك انا شفتك خلاص ..

تقدم اليها وهو منبهر بجمالها الذى يراه وجها لوجه وليس كالمعتاد من خلال الاجهزة الالكترونية ، استقبلته بحضن جعله يخاف ممن حوله من البشر الذين كانت عيونهم تحمل شعورين الاول رفض سلوكها المخالف للعرف والتقاليد والاخر بحسده على ان هذه الانوثة المتفجرة تحتضنه ، اخذها من يدها وسألها عن مكان تفضله فوصفت له مطعم اعتادت ان تأكل فيه مع ابويها عندما كانت صغيرة وتأتى معهما إلى القاهرة لقضاء ابيها مصالح له كما كان يسميها .

فور دخولها المطعم نظر اليها النادل نظرة لم يستطع ان يفهمها وهو ممسك بيديها بقوة .

جلسا وجاء النادل ووضع امامهما مايسمى بالمنيو او قائمة الطلبات ، كان طلبه بسيطا وظن انها ستفعل مثله ولكنها لم تفعل ذلك بل طلبت اغلى الاطعمة والحلويات وبكميات كبيرة مما جعله يضع يده على قلبه من الصدمة فهو تهرب من دفع الاوبر فوقع فى الاسوأ ، دقائق وجاء النادل يحمل صينية ممتلئة عن اخرها بما لذ وطاب وفور ان قام بوضع الطعام على المنضدة تحولت الى كائن اخر وكأنها لم تر طعاما منذ جاءت الى الدنيا ، والتهمت مااحضره النادل بسرعة ونهم غريبين، وسط استغراب كل من شاهدها فى المطعم ولكنها لم تهتم فقط اعلنت عن سعادتها وشكرها لله على نعمه وطلبت الانصراف حتى تعود الى اهلها قبل غروب الشمس وقام معها لكى يحاسب على العزومة وهو لايعرف ماذا سيفعل ومن اين سيأتى بثمن مااكلته هذه المفجوعة وهو وسط حيرته قالت له بدلال متخافش انا لما حضنتك فى الشارع مكنش حضن شوف ولاحب ان كنت بحطلك الفلوس فى جيبك عشان تحاسب ، عادت اليه ابتسامته ولعن نفسه على ظنونه السيئة بها ، فقالت له…

انا مستنياك بره حاسب وتعالى .. وذهب الى الكاشير عالى الرأس ووضع يده فى جيبه ليجد ورقة مكتوب فيها : اغسل الصحون او قضى اسبوع فى القسم ….

باى ، على فكره انا خت من جيبك وانا بحضنك اجرة اوبر رايح جاى عشان انت متعملش ناصح عليا ياتلميذ…
لن ينسى ابدا هذا الموقف ولاصاحبته وظل عمره يبحث عنها حتى بعد زواجه وانجابه لايمل من البحث عنها واليوم وجد صورتها فى صفحة الوفيات يعزيها زوجها رجل الاعمال واولادها كريمة المجتمع من اعلاميين وممثلين ، بكى حينها ولكن ليس عليها ولكن لانه اضاع عمره يبحث عنها كى يعيش يكون لها ..

ويعيش معها ويتزوجها …

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *