الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …تحويشة العمر ..!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …تحويشة العمر ..!!!

لطفية كانت فاتنة الجمال تزوجت وهي في الثالثة عشرة من عمرها من رجل يكبرها بخمسة عشر عاما ويزيد وكان يهيم بها حبا ويسبح بجمالها ويحسد نفسه أنها له وأنه هو من فاز بهذا الجمال والذكاء والعفة والعفاف .

لطفية ادركت منذ أول يوم أن المركب كله لها وبأن الدنيا ملكها وزوجها اسيرها فعاشت ملكة لايرفض لها طلب ولايعصى لها أمر.

انجيت سبع ابناء خمس ذكور وبنتان وكانت تسعد عندما يستنكر الناس أنها أما لكل هؤلاء فهى أختا لهم لأنها صغيرة وجميلة . لم ينغص حياة لطفية إلا أم زوجها بسبب محبة زوجها لإمه واحضارها معه لتعيش معهم بعد زواج اخوته وخوفه من تركها وحيدة وهى مسنة .

أم زوجها كانت سيدة كبيرة وتسعى للتقرب من زوجة ابنها ولكن الاخيرة كانت ترى وجودها خرقا واختراقها لعالمها الذي صنعته منذ الزواج وبوجود الأبناء وكونها ملكة المكان والزمان .

الصراع بدأته لطفية بالإدعاء على الأم كذبا فى اشياء كثيرة والأم لاتنفى ولاتدافع عن نفسها حرصا منها على عدم تنغيص عيشة ابنها الذى تحبه وترى فيه أبيه بكل ملامحه وقلبه النقى .

الأبن كان بين نارين أن يرضي زوجته ويحافظ على رضاء أمه عليه فكان أمام زوجته يظهر حنقه وغضبه من أمه ومن وراءها يقبل يد أمه وقدميها ويطلب منها ألا تحزن منه وتتحمل من اجله …

وكانت الام تحتضنه وتؤكد له أنها لن تفعل مايؤذيه أبدا وكم من مرات كثيرة عرضت عليه أن يعيدها إلى بيتها حتى يريح ويستريح ويؤكد لها أن ذلك لن يحدث أبدا وإن حدث سيكون معها ويترك كل من في البيت من اجلها هى .

خطط لطفية لافساد العلاقة بين زوجها وأمه لم تحقق لها ماتصبو إليه فاستعانت بالابناء وجعلتهم يستهزأون بجدتهم ويحكون لأبيهم أكاذيب عنها ويتأففون منها ومن طريقتها فى المأكل والمشرب والملبس .

وعبثا حاول الأب أن يثنى ابناءه عن افعالهم لأنه يعلم كذب مايقولونه ويفعلونه ولكن سطوة زوجته جعلت ابناءها يتمادون في معاملتهم الفظة لجدتهم .

يوما بعد يوم لاحظ الزوج ذبول وجه أمه وحزنها وكآبتها فأدرك أن قراره المؤجل لابد أن يتخذ فورا ؛ فاختلى بزوجته ولاول مرة يعلو صوته وتتغير ملامحه ويظهر مخيفا ويخيرها بين معاملة أمه بالحسنى وكف أذى الأبناء عنها وإما سيأخذ أمه ويعيش معها وينفصل إلى الأبد .

تقابل لطفية كلامه بسخرية لأن رصيده معها يؤكد تفوقها عليه وحرصه عليها وهنا تأتي لحظة الحسم ويلقي عليها يمين الطلاق ويحزم أمتعته وأمتعة أمه ويعود إلى بيت أبويه ويعيش مع أمه خادما لها …

وتمضي سنون وتتغير الأوضاع فيتزوج هو من فتاة تضع أمه فوق رأسها وتتمنى رضاها قبل رضاء زوجها ..

ولطفية تذوق الأمرين من أبناءها ومن معاملتهم لها ليصل بهم المطاف إلى ايداعها دار مسنين .

وفى يوم زارها طلبقها يعرض عليها اخراجها من الدار و يستهجن سلوك ابناءه ويؤكد لها أنه سيعيدها إلى بيتها _بيت الزوجية_فهي به أحق ، وحينها تقترب منه وترتمي في حضنه وتؤكد له أنها ليست بحزينة مما فعله ابنائها ، فهذا ذنب أمه وهذه هي التحويشه التي كانت مهدرة .

وتقول له وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة : سامحني وعندما أمت إدفني وأطلب لي الرحمة ….

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *