يمتلك محب الطعام حاسة خاصة تمكنه من تذوق نكهاته المختلفة و تذكر مذاقها المميز مما يجعلها تعلق في الذاكرة مرتبطة بذكرى أو مكان أو حدث..
فكم من نكهة علقت في القلوب وأثارت حنينا للطفولة و الصغر ..
و كم من صنف دفئ الفؤاد قبل الجسد لا بطعمه فقط بل بذكراه التي يحملها ..
تعجبنا صغارٱ من تلك الجملة المعهودة….
”أن طعام البيت أفضل أنواع الطعام و أجملها„
ثم سرعان ماكبرنا لتتحول هذه الجملة لقناعة تامة …
فنتذوق ما لذ و طاب ثم نعود نبحث عن ذالك المذاق الذي يجبرنا على الاستسلام أمامه..
فيا للعجب .
ربما يكمن السر حقيقة في الذاكرة ..
إنه طعم البيوت .. طعم الطفولة و الشباب..
إنها نكهة الأمهات التي تمتلك ذرات قلوبنا حبة حبة ..
نكهة صنعت لنا أصناف الحب وقدمته لنا مغلفٱ بأطيب الدعوات على المائدة..
لقد كبرنا و امتلك كل منا قدراته الخاصة في صنع طعامه كيفما شاء ولكننا ما نلبث أن نغمض أعيننا باحثين عن تلك النكهة الأصيلة الممزوجة بذرات القلب و العقل معٱ …
وكأنما هي الميزان لكل طيب شهي ..
و ها أنا في كل يوم أسأل نفسي لم لا يشبه طعامي هذا نكهة طعام أمي !!
إنها طريقتها و خطواتها .. لكن ينقصه يد أمي وأنفاس أمي
بارك الله لي في عمرها ولا حرمني إياها..
ولازلت أتساءل عن مستقبل قريب إن شاء الله ..
هل يبحث صغار اليوم فيه عن مذاق نكهة أمهاتهم كما بحثنا ؟
أم أن لكل زمان طابع خاص به ،في المشاعر ، و في الأذواق أيضٱ..!!!