الرئيسية / مقالات / شيرين بكر تكتب.. أنا والنوستالجيا..!!

شيرين بكر تكتب.. أنا والنوستالجيا..!!

كثيرا ما أشعر بالحنين إلى الماضي، وتفاصيل طفولتي، وأسرح بخيالي واسمع صوت “أبي” رحمة الله عليه يناديني، فينتابني شعور لحظي بالسعادة، يخلصني من بعض الأرق اليومي الذي أشعر به.

وعند البحث عن أسباب السعادة وأنا أحكي عن أيام عاش فيها أبي رحمة الله عليه، وجدت أنني ربما أكون مصابة بمتلازمة تسمى “النوستالجيا”، وهي مصطلح يُستخدم للتعبير عن الحنين إلى الماضي أو العيش فيه، وهي متلازمة تصيب الإنسان الذي يحن دائمًا للذكريات والعيش معها، بحيث يصبح الشخص المصاب بهذه المتلازمة يرى أن الماضي جميل جدًا بكل ما فيه من أحداث أو علاقات، ويرى أيضا أن هذا الماضي كان أسهل وأبسط وأكثر متعة…

وهنا يشير علماء علم النفس إلى أن خطورة متلازمة النوستالجيا تكمن في إدمان استرجاع ذكريات الماضي، والمبالغة باستخدام الحيل الدفاعية النفسية مثل إنكار موت عزيز أو إنكار التعرض لتجربة مريرة، وهنا تتحول من إحساس إيجابي إلى سلبي ويتحول لمرض نفسي خطير يحتاج لعلاج فوري.

أنا والنوستالجيا نعيش تجربة إيجابية دوما، فشعوري بالحنين إلى الماضي، والحديث عن ذكرياتي السعيدة يدخل في قلبي وعقلي شعورا إيجابيا، ولكن أمس حدث العكس، كانت الذكرى الخامسة عشرة لوفاة أبي، وجدتني أتذكر تفاصيل هذا اليوم، أتذكره جيدا كنت في بداية عملي صحفية بموقع إخباري شهير، ويرن هاتف المؤسسة الصحفية التي كنت أعمل بها، “عودي إلى البيت فورا أبوكي جاءته نوبة سكر مفاجأة”.. هذا ما أبلغوني به حتى لا يصيبني مكروه في الطريق إذا أخبروني بحقيقة “الوفاة” خرجت إلى الشارع في حالة فزع وذهول “أبي لم يعاني أبدا من نوبة سكر فحالته مستقرة تماما”، أجري مسرعة لا أرى أمامي أي شيء تلاحقني صديقتي وهي لاتفهم مثلي ماذا حدث، وفجأة يلاحقنا مديري في العمل، فهو علم بخبر الفاجعة الكبرى وأصر على توصيلي إلى البيت، وطوال الطريق لا يرغب في إبلاغي بالخبر ويهّون علي “يا أستاذة اثبتي إن شاء الله خير”، لا أنسى مواساتهم جميعا لي ومحاولة تهدئتي وخوفهم علي من معرفة الخبر، وفور وصولي رأيت بيتنا يتشح بالسواد ما هذا؟

ومن هؤلاء؟

أين أبي وحبيبي وسندي؟

دخلت عليه غرفته وجدته نائما وجهه جميل هاديء، أبي نائما ولكنه نوم أبدي، لم يخبرني قبل الرحيل، لن أسمع صوته مرة أخرى، لن أراه في حياتي، فقدته وفقدت روحي معه كنت أكتم البكاء والصريخ بداخلي وأقول للجميع لا تصرخوا أبدا لا تفزعوه أتركوه ينام في سلام ، ظللت طول اليوم أكتم صراخي بداخلي حتى ضعف جسدي وبدأ في الليل صارخا ينبهني بحدوث ضعف مفاجئ في عضلات أحد جانبي الوجه وهو ما يسمي بشلل الوجه النصفي، ربما هنا الجسد يحدثني عن كتمان صرخاتي التي كانت ربما تودي بحياتي أو تسبب لي مرض يظل يرافقني إلى نهاية عمري، ولكن بفضل الله تم علاجي بعدها بأسابيع قليلة.

كان أبي شخصا حنونا، مبتسم الوجه دوما، يحب الحياة والضحك والانبساط، “صاحب واجب” كما كان يطلق عليه، فكان يهنيء فلان في فرحه ويقف بجانب فلان في حزنه.. أبي وحبيبي رحمة الله عليك يا من شق روحي برحيله، سلاما عليك يا حبيبي حتى نلتقي…

عن admin

شاهد أيضاً

أسماء عصمت تكتب..الرحيل ..!!

رحل دون وداع ….رحل دون رجعة ..!!!تركني وحيدة بلا ذكريات …جمعتنا سويا أجمل الصور وشاركني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *