الناس ماذا يريدون وماذا يظنون بي؟!
..هكذا هو حال البعض منا ..يعطي لكلام الناس حجمًا أكبر بكثير مما يستحق ..فمن منا لم يتخذ قرارًا بناءً على ما سيظنه الناس به !
ونتوقف كثيرًا عند نظرة الناس لنا، واعتقاداتهم فينا ..برغم من علمنا جميعًا “رضا الناس غاية لا تدرك”.. فالناس هم الناس منذ قديم الزمان ..مهما تغير الزمان ..فمهما تكن شخص على قدر عالِ من الأخلاق الحسنة، ومهما تكن تعرف وجباتك وتؤديها على أكمل وجه، قدر استطاعتك .فستجد بالرغم من ذلك من ينتقدك، ومن يكرهك، بل ويتربص بك أيضأ!
فهذه طبائع الناس منذ الأزل ..ولو لم يكن كذلك، ما كنت ستجد شخصية جحا وحماره اللذان نعرفهما جميعاً في تراثنا.
فأغلب مشاكل حياتنا، وأغلب ما يؤرقنا للآسف بسبب “كلام الناس”..وما بالنا والناس؟!
فإذا كانت هذه عادتهم وتلك طبائعهم التي لم يستطيع لا الزمان، ولا المكان أن يخلصهم منها ..فلما نبالي من الأساس!
فإذا كنت واثقًا مما تريده، وما تفعله لا يخالف لا دينك، ولا مبادئك.. فلتضرب بكلام الناس عرض الحائط وطولها أيضاً، ولتنطلق متوكلًا على الله، وكفي به وكيلاً.
ولا تبالي بكلامهم، وثرثرتهم، ونظراتهم التي تدلك على مكنونات نفوسهم الخبيثة، فالكلاب تعوي والقافلة تسير، ورحم الله جحا وحماره رحمة واسعة.