الحياة – مهما طالت – قصيرة جداً.. قصيرة جداً لتقضي معظمها في أمور بائسة، لا تفيدك لا في حياتك ولا بعد مماتك..
الكثيرون منكم يقضون حياتهم في جحيم حقيقي منذ أن يستيقظ صباحاً إلى أن ينام مساءاً.. قلق، اضطراب، خوف من المستقبل، خوف من الحاضر، استحضار لماضي كئيب، تضييع الفرص، الرعب من المصائب المفاجئة.. الخ..
من فضلك، حاول ألا تموت قبل أن تقوم بهذه الأمور العشرة في حياتك!
اقرأ.. واقرأ.. ثم اقرأ
أشياء يجب أن تفعلها قبل أن تموت – اقرأ
تذكر دائماً ان الفرق الوحيد بينك وبين الحيوان – عفواً – هو أنك تكتسب خبرات، وتفكر.. واكتساب الخبرات والتفكير لا يتم إلا من خلال المعطيات، التي غالباً تحصل عليها من وراء القراءة..
عِش حياتك كلها قارئاً.. حاول ألا تدخل قبرك إلا وقد قرأت شيئاً أو شيئين عن كل ما أثار اهتمامك في كل مراحلك العُمرية ؛ لأن القراءة – ببساطة – هي الشيء الوحيد الذي يجعلك تعيش حيوات أخرى لم تعشها، في أزمنة لم تشهدها، وفى عقول أشخاص لم ترهم ولم تمر بظروفهم..
تخلص من الأوغاد!
أشياء يجب أن تفعلها قبل أن تموت – تخلص من الأوغاد
في حياتك الطويلة إن شاء الله، سيقع في طريقك مجموعة من الأوغاد.. تعرف حتماً هذا النوع من الشخصيات القميئة الكريهة التي تحيل الوجود ذاته إلى جحيم لا يُطاق ولا يُحتمل..
فوراً، وبمجرد أن تتأكد ان وجودهم مُزعج لك ويسبب لك الضيق أو المشاكل.. اطردهم من حياتك شر طرد، ولا تُلقِ لهم بالاً على الإطلاق..
تحوّل إلى جمعية خيرية متنقلة!
أشياء يجب أن تفعلها قبل أن تموت – تحوّل إلى جمعية خيرية
من اليوم، اعتبر نفسك أنك لا تمثل شخصاً أو كياناً واحداً.. تحوّل إلى جمعية خيرية تسير على قدمين..
كل يوم تخرج فيه من بيتك، انشر الخير حولك.. صدقة هنا، مساعدة مالية هنا، استشارة مجانية هناك، نصيحة مهنية لزميل عمل، رد على سؤال في تخصص عملك، تبرع لحملة خيرية، زيارة لملجأ أيتام..
إلى جانب المعنى الروحي والديني والآخروي، فأنت أيضاً بهذا الأسلوب ستشعر أنك تعيش حياتك كإنسان حقيقي.. لن تصدق مدى السعادة والفخر بالنفس والانتعاش الذي ستشعر به كل يوم يمر عليك، وقد قمتَ بعمل وجه من أوجه الخير..
اترك وظيفتك التي تكرهها
طبعاً لا أقصد أن تذهب غداً لتلقى ورقة الاستقالة في وجه مديرك، وتعلن له أنك تحررت من هذا العمل البغيض، لتقضى بقية عمرك عاطلاً..
أقصد أنك – من الآن – يجب أن تبدأ في التخطيط لخلق مسار جديد لحياتك المهنية الوظيفية في المجال الذي تحبه وترغبه، بعيداً عن وظيفتك المملة البغيضة.. من المؤسف أن تقضى عُمرك كله في مزاولة عمل تكرهه بجنون، ثم تتركه لتموت!
ابدأ في خلق فرصك بنفسك، وتحرر – تدريجياً – من استعباد الوظائف.. ابدأ في دراسة مشروعك الخاص، والامكانيات والادوات المطلوبة.. ثم بهدوء وثقة ابدأ في التنفيذ، حتى يأتي اليوم الذي تتحرر فيه من وظيفتك الكريهة إلى الأبد!
حسن عاداتك
لا أحد منا يولد ملاكاً.. كلنا لدينا عادات خاطئة أو مشينة أو ربما كارثية ( ولو نفيتَ ذلك عن نفسك فأنت أسوأ مما تظن بالمناسبة! ).. جميعنا لدينا سِجل حافل بالأخطاء والخطايا والعادات السيئة المُدمرة..
حاول ان تنسف هذه العادات السيئة المؤثرة على استمتاعك بالحياة.. لماذا تصمم على الكذب في كل المواقف، وتبدو دائماً في الموقف الأضعف؟.. لا تكذب، لأنك ومن تكذب عليه ستموتان يوماً ما.. الأمر لا يحتاج كل هذه المشقة!
غير عاداتك إلى الأفضل.. أو مُت وأنت تحاول على الأقل!
لا تتدخل في حياة الآخرين
وهي واحدة من أهم الأشياء التي يجب أن تحافظ عليها ما دُمتَ حياً في رأيي..
تعرفون هذه النوعية من البشر الذين لا يعنيهم أي شيء في الحياة سوى قولبة الناس وتصنيفهم على هواه الشخصي :
هذا كافر، وهذا مُلحد، وهذا أحمق، وهذا غبي، وهذا معدوم الموهبة، وهذا قذر، وهذا ضال، وهذا يتبع منهجاً خاطئاً، وهذا لن يشم رائحة الجنة، وهذا شكله عجيب، وهذا غريب الأطوار، وهذه لم تتزوج بعد لأنها غير بريئة، وتلك تبدو متحررة أكثر من اللازم.. إلخ..
صديقي، أنت بشر.. جثة متحركة تسير على قدمين، سينتهى بك الحال إلى قبر مُظلم.. لست إلهاً، وليس دورك أن تقيم أي أحد على الإطلاق.. عِش حياتك بالقيم التي تحب أن تعيش بها، وترى أنها الأصح – من وجهة نظرك أنت – ولا تتدخل في حياة الآخرين ولا تحدد مصائرهم على الإطلاق..
لا تحزن أكثر من اللازم
في حياتك الطويلة – بإذن الله – ستفشل كثيراً جداً.. ستمر بمواقف مليئة بالإحباط والاكتئاب والاحراج والغضب والنفور والضيق والغباء.. سترى بعينيك مشاهد مؤلمة، وأصدقاء يرحلون، وأعزاء يغادرون الحياة ويتركوك..
كل هذه الامور تدعو للحزن فعلاً، ولكن لا تتركها تهزمك وتسيطر على حياتك بشكل كامل، فتتحول إلى نهر راكد كئيب من الاحزان والغضب والفشل.. فقط اعطها حجمها، وتخطّها بأسرع ما تستطيع، وذكر نفسك أنك أيضاً ضيف على هذه الحياة..
باختصار : لا داعي أن ( تقرف نفسك ) أكثر من اللازم، طالما سترحل في النهاية وتترك كل شيء!
أنت مَلك حياتك.. لست جندياً للآخرين
إياك، فإياك، ثم إياك، ان تترك عقلك ووعيك وكيانك يتشكّل بأمر من الآخرين.. لا تكن جندياً مخلصاً للآخرين، يستمتعون هم بتسييرك في الطريق الذي يرغبون، ويفكرون لك، ويأمرونك، ويخبرونك انهم الأدرى منك، والأصح.. وأنهم يهدوك إلى سبيل الرشاد.. ويحصدون من وراءك مكاسبهم الدنيوية والسياسية والاجتماعية..
عِش دور بطل الفيلم، ولا تعتبر نفسك ( كومبارس ) لحياة الآخرين، تكتفي بالظهور في مشهد أو مشهدين، ثم تترك كل هذا وتموت..
لا تتحمل أخطاء سياسية أو فكرية أو طائفية أو دينية أو مهنية أو مجتمعية لأي فصيل او فئة، وتكون طرفاً في النزاع، لمجرد أنك تعوّدت على سماع الاوامر وتنفيذها بلا مناقشة..
اختر شريك حياتك
مهما كانت خلفيتك الثقافية والاجتماعية والطائفية وحتى الدينية، اختيار شريك حياتك سيقودك إلى أحد طريقين :
الأول : أن تستمر في الحياة، وتستمتع بها، وتقاوم شرورها بكل قوة.. باعتبار ان شريك حياتك يساعدك ويشد من عضدك..
الثاني – وهو الشائع – : أن تفكر انت نفسك في الانتحار.. باعتبار أن شريك حياتك ( أيضاً ) يساعدك على هذا التوجه، ويجعله محبباً وليس بهذا السوء..
عندما تختار شريك حياتك، لا داعي لأن تتعلل بعلل عاطفية حمقاء غير مفهومة إطلاقاً، وليس لها أي تأثير في الحياة.. اختر شريك الحياة الذي يتوافق مع آليات عقلك وشخصيتك وأسلوبك في الحياة..
أو مُت وانت تحاول! 😕
اخدموا غرابتكم
إذا رأيت نفسك تشبه الناس في طريقة حياتهم، وأسلوبهم، وتعاطيهم مع الحياة.. فأنت للأسف مخلوق آخر من ضمن مليارات البشر الذين جاؤوا الدنيا وعاشوا على الأرض، يأكلون ويشربون ويتزوجون، ثم يشيخون.. ثم يموتون..
دائماً اشتغل على غرابتك.. عِش غريباً مفكراً، ابدع أفكاراً جديدة، اظهر بمظهر غريب – لا ينافى قيَم مجتمعك -، أدي أدواراً غريبة، اكسر عادات مُجتمعية متوارثة لا تفيد.. لا تفكر أبداً كما يفكر الآخرين..
النتيجة : سيُعاديك الجميع.. من قال أن هذا مهم؟.. فليذهبوا إلى حيثَ ألقت!
.. هذه حياتك، وستعيشها مرة واحدة، ومن حقك أن تعش فيها غريباً مُحطماً للقواعد، طالما لا تخالف القيم الدينية والانسانية النبيلة..
مرة أخرى، تذكر أن حياتك هبة لن تتكرر.. لا تُضيّعها في القلق والخوف والندم.. ولا تضيعها في إثارة العداوات والنعرات، ونشر الكراهية في كل مكان..
هدفك في الحياة ( والغرض من وجودك فيها ) اكثر نُبلاً واهمية من إضاعته في هذه الأمور الفارغة!
هذه العشرة امور هي كل ما أنصحك به – وأنصح نفسي ايضا -.. ولكنها ليست كافية وليست كاملة..
كتبها
عماد أبو الفتوح
نقلا عن مجلة آراجيك