الرئيسية / مقالات / المستشار حمدي بهاء الدين يكتب..لماذا نخاف من الليل؟

المستشار حمدي بهاء الدين يكتب..لماذا نخاف من الليل؟

لماذا يرتعب الأطفال من ظلام الليل؟

فان كان الخوف من الليل ظلامه وأن الخطر يأتى متلحفا بستر الظلام .. يأتى مباغتا دون أن نراه , فان النهار ليس بعيدا عن ذلك .. فالخطر يأتى نهارا متلحفا بأقنعة الرجال وأكاذيب النساء فيتسلل الينا الخطر فجأة .. فلا فرق بين الليل والنهار .. الخوف هو الخوف .. سواء ليلا أو نهارا .. الخوف فى داخلنا وليس خارجنا .. الخوف يداهمنا عندما يرغب … ونقاومه ونهزمه عندما نحب.
وهل نولد بلا خوف أم نولد ويولد معنا الخوف ؟
وهل يولد الخوف ضعيفا كما نولد ضعافا ؟
وما الذى يعملق هذا الخوف فيفزعنا ويأكل هناءتنا وسكينتنا وفرحتنا ؟
وهل الخوف قدر ؟
هل قدرنا أن نخاف أم أن قدر الخوف أن يخيفنا ؟
أم قدرنا أن نكون معا فنولد به ويولد بنا ؟
وهل هذا الوحش الذى هو الخوف من نوع واحد أم هو أنواع ؟
وهل هو مولود أم مصنوع ؟ وأين يقيم وأين يعشش ؟ هل فى قلوبنا .. فى عقولنا .. فى ضمائرنا أم فى كل هذا ؟
وهل يمكن أن نقهر الخوف كما يقهرنا ؟ وهل يمكن أن نخيفه كما يخيفنا ؟ فاذا خاف الخوف فما الذى يحدث ؟ هل نتساوى والخوف فى عقدة الخوف؟

فلو تصورنا أن الخوف يخاف .. فما عسى أن يخاف منه ؟
وهل يمكن للخوف أن يخاف منا ؟
وهل هذا يبرر أنه يخيفنا ويحاول دائما أن أن يهزمنا أو على الأقل
وهددنا؟ فالخوف يرافقنا من لحظة ميلادنا ، نولد على صرخة وفزع وخوف ممن حولنا من الأشباح التى تحيطنا والعمالقة التى تتلقفنا أيديها، من لون الدم الذى
يلوثنا ويغرق المكان حولنا وكأننا فور ولادتنا قدر لنا أن اول ما نرى هو لون الدم فيولد فى داخلنا الخوف من القتل والجرح ، وأحيانا يولد معه الرغبة فى القتل والجرح.
، فمع عملية الولادة وشلال الدم الذى يغرقنا ووجود هذى العمالقة التى تتحرك أمام أعيننا نشعر بالرهبة حتى نعتاد عليهم وعلى لون الدم فنستأنس منظر
الدم أو نرهبه وتدريجيا تتسرب أنواع الخوف الى أعماقنا .. خوف من الظلام .. خوف من السقوط .. خوف من الفشل .. خوف من الحيوانات .. خوف من الغرباء ..
خوف من النار .. خوف من الصراخ .. خوف من السيارات .. خوف من الارتفاعات.. خوف من البشر
ونكبر ويكبر معنا خوفنا ، يسقط منا بعض الخوف فى رحلتنا أو نكتشف أنه لا مبرر لهذا الخوف من هذا الشئ أو ذاك ، وربما يلازمنا الخوف عمرنا كله حتى لحظة
الخوف الأخيرة التى أخرها لحظة خوف أبدية وهى الموت والخوف من العقاب
وثقافة الخوف التى تحيط بنا وتلازمنا فى البيت وفى المسجد وفى الكنيسة.. سيمفونية تخويف متلازمة ومتناقضة أحيانا ،، تحذيرات وتخوفات من أشياء نراها أو

نسمعها أو نشعرها ونلمسها ، وأشياء أخرى لا نراها أو نسمعها أو نشعرها ،، الخوف من أشياء مجهولة أو وهمية ، خوف فى الحياه وخوف بعدها ، أخافونى حيا
وأرعبتنى ميتا بمخاوف من عذاب فى قبر موحش بعد الممات ، خوف من دود يأكلنى وثعبان أقرع يضربنى ونار سوف تحاصرنى فى هذا اللحد الضيق ، خوف لم
يجذم به بشر .. فقط تعاليم دينية عجزت كل وسائل التكنولوجيا عن توثيقه أو تأكيده ، انهمن الغيبيات التى يجب أن نؤمن بها على اطلاقها والا سقطنا فى دائرة الانكار والكفر

عن admin

شاهد أيضاً

هبه علي تكتب.. اغرس شجرة .. تصنع حياة..!!

في ظل مانعاني منه اليوم من تغيرات مناخية متطرفة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *