الرئيسية / مقالات / الإعلاميه كريمة أبو العينين تكتب…من أول الصبر…!

الإعلاميه كريمة أبو العينين تكتب…من أول الصبر…!

كل الامور كانت تمشى بيسر وتلقائية حتى جاء اليوم الذى تغيرت فيه الاحوال كلها وتبدلت وطلبت مها من زوجها ان يتركها لحال سبيلها وبلا اسئلة عن الاسباب والا ستقتل نفسها. فى بداية الامر تخيل حاتم زوجها انها تمزح معه او تختبر حبه لها وتعلقه بها فاستقبل طلبها بضحكة عالية وتركها ليعد كوبا من الشاى ويعود لمكتبه ويعد مرافعته فى واحدة من اهم القضايا التى يرافع فيها عن شاب عشرينى من اسرة فاحشة الثراء متهم بقتل زوج عشيقته ، وقبل ان يذهب حاتم الى المطبخ جرت وراءه مها برداءها الخفيف الذى يشف عن جسد مرمرى يأسر العيون والالباب ، وكررت عليه ماقالته فنظر فى عينيها مندهشا والقى بسيجارته التى لم يأخذ منها سوى نفسا واحدا ؛ وسألها وهو مصدوم ؛ ماذا حدث ولماذا وكيف ؟ فأعادت ماقالته بأنها لاتريد ان تفصح عن اسباب .. فقاطعها قائلا وانا لن اطلقك الا اذا عرفت السبب واقتنعت به ، واستكمل قائلا بلهجة استعطاف : السبب الوحيد لان اطلقك ان اعرف شىء فعلتيه يهز رجولتى وكيانى ويهين سمعتى ، غير ذلك آسف ارفض انهيار بيت وتشتيت ثلاثة ابناء لكى ترتاحى انت فقط ؛ اذا كنتى تظنين ان الطلاق يريحك ..، وصمت وواصل سيره تجاه المطبخ الا انه استدار فجأة وصرخ فيها وقال ؛ لماذا ؟ ماذا حدث ؟ اخبرينى عن سبب واحد يجعلكى تخربين بيتا مبنيا على الحب فأنا وانتى نموذجان للزوجين الناجحين انا محامى شهير وانتى اعلامية مرموقة متزوجان منذ خمسة عشر عاما لم نختلف فيهم الا قليل جدا واختلافنا لم يكن جوهرى بل على اشياء تافهة وتحدث بين كل الازواج ، لماذا ؟ تكلمى ؛ انا مخلص لكى رغم كل المغريات التى تعرفين بعضا منها واخفى عنكى اكثر ماتعلمين فقد صنتك وحفظتك ولم المس امرأة طيلة ارتباطى بكى والاهم من كل ذلك اننى احبك ووجودك فى حياتى يمثل صورة كبيرة معلقة على جدران قلبى تحجب عن عينى ماوراءها وامامها وكل شىء .. انتى لستى مجرد زوجة بل انتى حب عمرى ، جارتى وصديقة الدراسة ورفيقة الحياة ، كل نجاح اصنعه من اجلك ، من اجل ان تسعدى وتفاخرى وتفتخرى بى ، كل سلمة من سلالم المجد اصعدها اهيىء لكى فى نهايتها مكانا ومكانة تليق بكى وبحبى لكى ، كل الاموال التى احصل عليها لاافكر فى جزء منها لى كلها تحت قدميكى لكى تقتنى ماتريدين واكثر ؛ انا كنت طفل معكى وبآخد مصروفى منك وعمرى ماسألتك انتى معاكى كام ولامرتبك اد ايه ولا بتصرفيه فين . انطقى اتكلمى ليه عايزه تسيبينى وايه السبب وليه وازاى ؟ لم تهتز من دفعه لها مرارا وتكرارا بل علا نحيبها وبكاءها واصرت على طلبها الذى زاده اصرارا ورفضا . بعد هذا اليوم اصبحت الحياة فى هذا البيت الذى كان سعيدا اشبه بالقبر فكل شىء ملفوف بالحزن مع تحاشى مها النظر فى عين زوجها واصراره هو ان يمعن النظر فيها ربما تجبرها نظراته على الافصاح عن مكنون سر طلبها الانفصال او تشعر بالحنين والحب وتعود اليه كما كانت عاشقة متيمة به . فى يوم بعد هذا الحدث الجلل تزينت مها وتعطرت وطرقت باب زوجها وفرح جدا بقدومها وسامحها وغفر لها مافعلته وبعد انقضاء هذا اليوم اختفت مها وبحث عنها فى كل الاماكن وابلغ اوصافها فى الاقسام والمستشفيات وفى الجرائد والمجلات والتلفزيون والراديو ولكن لم يعثر عليها ووسوس له شيطانه بأنها هربت مع عشيق لها ولكنه يرفض هذه الوسوسة والدليل اخر لقاء لهما فقد كانت فى منتهى الحب معه وايضا هو على يقين انها لاتحب الا هو ولاتعرف معنى للحب الا معه وله وبه. كلما نظر فى عين اطفاله يوسوس له شيطانه ويشككه فى نسبهم اليه ، جن جنونه وزاد شكه وألمه ليخرج من هذه الدوامة على صوت هاتفه وهو يرن ويحادثه من يعرفه بنفسه بأنه الطبيب الشهير فى جراحة المخ والاعصاب ويطلب منه ان يحضر لان زوجته مها هانم فى النزع الاخير وتريد ان تراه لانها ترغب فى ان تكون ملامحه هى اخر ماتراه فى دنياها التى اختتمتها بالمرض العضال الذى اخفته عنه حتى لاتؤلمه معها وتحملت عذاب اشهر من السرطان اللعين فى المخ جعلها تفكر فى طلب الانفصال حتى تجبره على ان يكرهها ويتركها تموت بعيدة عنه حتى لايراها فينكسر قلبه عليها ..

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

تعليق واحد

  1. مقال اكثر من رائع