الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..”نادين لبكي” …!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..”نادين لبكي” …!!!

دعيت لمشاهدة فيلم كفر ناحوم ووسط كوكبة من الاعلاميين ومن يسمونهم بالنخبة جلست وقبل عرض الفيلم تحدث من دعانا وقال إن هذا الفيلم الذى اخرجته ومثلت فيه الرائعة “نادين لبكى” منع من العرض فى مصر وبأنه فور عرضه فى سينما زاوية التابعة للمنظمة الدولية للثقافة والعلوم يونسكو وتشرف عليها وزارة الثقافة المصرية قامت الدنيا فى مصر وهاجت وماجت ومنع الفيلم من دور العرض وأن السبب مشهد لبطلة الفيلم وهى ترضع وليدها .

لم اقتنع أنا بوصفى قضيت عمرا طويلا اعمل فى الميديا وافهم بعين الاعلامية ذات الخبرة الطويلة فى المنع والمنح الحكومى أن هذا السبب من الصعب أن يكون وراء منع كفر ناحوم من العرض فى مصر وخاصة أنه كان من الممكن حذف هذه اللقطة وايضا الذى جعل وزارة الثقافة والمصنفات تعرض الفيلم بالفعل وعلى مدى اسبوع يبعد هذا السبب لانهم لابد ان يكونوا قد شاهدوا الفيلم وعليه اقروا عرضه إلا إذا كانت هناك ضغوط دولية لعرضه وهنا نتساءل مالذى جعل المسئولين يواجههوا هذه الضغوط ويمنعوا الفيلم بعد اسبوع من عرضه ..

المهم بدأ عرض الفيلم ووجدت نفسى اعيش معه لقطة لقطة وجملة جملة فهو انتاج عبقرى واخراج عالمى وكل من فى الفيلم يستحقون الاوسكار حتى نادين لبكى التى ظهرت فى مشهدين أو ثلاثة فقط إلا أن نظرتها وتفاعلها كان عبقرى ومؤثر للغاية .

الفيلم عرض لواقع عربى مزعج وهو حال الفقراء وكيف يعيشون ولكى نكون أصدق فنادين تحدثت عن اصحاب المخيمات ومن يعيشون بلا اوراق واخذت شريحة للصبى “زين” ذلك الولد الصغير الذى لايعرف عمره تحديدا لانه غير مثبت باوراق هوية ولايملك اوراق ميلاد ولا اثبات انه كائن حى .

” زين” هذا العبقرى طفل وسط اسرة كبيرة فقيرة لاتفعل شىء سوى الانجاب ورمى ابناءها فى الشارع يتحملون شظف العيش وجبروت المجتمع ويعملون وهم فى الصغر ويعيشون عالة على مجتمع قاس لايعطى إلا بمقابل شرس وموجع ، فى احد المشاهد نرى ام زين وهى تهرب البرشام بمساعدة اطفالها فى البيت بوضعه كمسحوق للملابس وهى فى زيارة لأحد ابناءها فى السجن ، وفى مشاهد اخرى نرى هذا الزين وكيف كان عبقريا فى أداء دوره وخوفه على اخته التى تكبره بعام اى فى الثالثة عشرة من عمرها يخاف عليها من الزواج مبكرا فتموت مثل ابنة جارتهم الطفلة التى لم تتحمل الحمل وماتت وهى فى الحادية عشرة من عمرها .

زين يصحو يوما فيجد بقعة دماء على السرير الكبير الذى ينام عليه هو واخوته ويفصله عن سرير والديه ستارة بالية لاتمنع من سماع صوت ابويهما عندما يكونان فى علاقة حميمية لدرجة أن زين فى أحد المشاهد يطلب من اخوته أن يديروا وجوههم ناحية اخرى .

زين عندما يرى هذه البقعة من الدماء يعلم أن اخته قد نضجت وبان اهله سيزوجوها لجارهم صاحب محل الاطعمه الذى يكبرها باعوام زين يأخد اخته ويطلب منها أن تعطيه رداءها الداخلي ويغسله لها ويخلع فانلته ويعلم اخته أن تضعها لمنع تسرب “دم الحيض”ويحذرها من البوح لامها بانها كبرت ووسط هذا السيناريو المقبض تتوالى المشاهد ليتأكد لك ان الفقر هو سبب كل المآسى والبلاوى .

تمضى بنا نادين من مشهد لاخر حتى تجعلنا نبكي من قسوة المجتمع وابناء البلد على الوافدين ومعاملتهم بدونية وتعالى وتكبر ، بعبقرية تستحق عليها ” نادين لبكى” الاوسكار فقد قالت نادين كل شىء فى هذا الفيلم حتى عندما جعلت زين يقاضي والديه ويطلب منهما الا ينجبا اجبرتك جبرا على التعاطف معه رغم أنه ارتكب جريمة واودع فى الاصلاحية بسببها ، مشاهد متتالية والفاظ نابية خرجت بطبيعتها من أب مجبر أن يرعى اسرة هو لايفعل سوى الانجاب لأنه على قناعةوموروث مجتمعى بأن الابناء عزوة ، وام لاتملك من معنى الامومة سوى مسايرة مجتمع يطلب منها أن تزوج طفلتها لتفض يدها من مصاريفها فتعود اليها جثة لانها لم تتحمل الحمل …

والف مشهد يقولون كل شىء عن اخرين يدفعون عمرهم من اجل أن يحتقظوا بابناءهم معهم على عكس أم زين .

مشهد واحد اعتقد أنه سبب من اسباب منع الفيلم من العرض فى مصر وهو يصور احدى الساقطات تلقى السلطات اللبنانية القبض عليها وتصفها بالعاهرة وبانها مصرية ولاادرى لماذا التقطت نادين هذا المشهد وجعلت الساقطة المقبوض عليها مصرية ولم تكن صاحبة جنسية اخرى وخاصة أنها جعلت صاحبة الفضيلة والقيم الانسانية الراقية اثيوبية الجنسية .

انتهى كفر ناحوم بابتسامة زين وهو تلتقط له السلطات صورة لاثبات هويته وعمره ليتركنا نبكى على وطن ومنطقة بلا كل شىء وايضا جعلنا نطلب من “نادين لبكى” الاعتذار ومن انفسنا التحية لها ولفيلمها الممنوع من العرض فى مصر …

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *