ونحب ليه !
لم يكن يوما عاديا بل كان مختلفا عن الايام السابقة، ففى هذا اليوم سيعود حبيبها زاهر من رحلة اتمام رسالته التعليمية فى المملكة المتحدة والتى انهت ست سنوات حصل خلالهم على درجتى الماجيستير والدكتوراة فى الجراحة العامة؛ وهاهو اليوم يعود الى بلاده واليها من انتظرته كل هذه الاعوام ولم تنساه يوما واوقفت حياتها العاطفية والاجتماعية كلها لحين عودته ورفضت كل من تقدموا لها بحجج واهية ادركتها امها وعلمت منها بعد محاورات ومدوالات انها تحب ومرتبطة بهذا الزاهر .
فى تمام السادسة كانت فى مطار القاهرة ممسكة بباقة ورد ومتلهفة لقدومه وهاهى المضيفة الارضية تعلن بعد ساعة من قدوم علياء الى المطار بورودها وافراحها واشتياقها تعلن عن قدوم الطائرة التى بها من سيزهر حياة علياء ..
يمر وقت انهاء الاجراءات ويخرج اليها وترتمى فى احضانه ويخرجا معا من المطار وطوال الطريق تحكى له عن كل صغيرة وكبيرة مرت بها وهو يستمع بثبات غريب وبابتسامة لاتغادر شفتيه ، تصله بسيارتها الى محل اقامة اسرته التى كانت على تواصل معها منذ ايام الجامعة لان اخت زاهر صديقتها المقربة ، يطلب منها ان تأتى معه تسلم على اسرته وتبارك لهما عودته سالما ولكنها ترفض بدعوى ان تتركه معهم يستمعتون بوجوده بعد سنوات من الغياب .
يمضى اسبوع بعد عودته يطلب منها فى اعقابه التقدم الى اهلها لخطبتها ،تطير من الفرح والسعادة وتتم خطبتهما وسط مباركة الاسرتين وفرحتهما بلم الشمل بعد غياب وشوق وربما عذاب لعلياء من التهرب من الخطاب والكذب على اهلها بانها لاتريد الزواج الا بعد انهاء دراستها العليا والتوظف وتحقيق الذات وغيرها من الحجج التى صنعتها كى تكسب وقت توهم به اهلها ان هذا الشىء هو هدفها وبالفعل حصلت على الماجيستير والدكتوراه من ارقى الجامعات الخاصة التى تخرجت فيها وفتحت عيادة لها وصنعت اسما جعل لها وضعية مميزة بين زملاءها حديثى التخرج .
عام بالتمام وتزوجت من فتاها وفارس احلامها لم تكن لتصدق انها اصبحت له وهو ايضا وان حبهما انتصر وصارا معا بلا رقيب او عزول ، لم تدخر وسعا فى اسعاده سخرت نفسها لراحته ورعايته لدرجة انها اغلقت عيادتها وترهبنت فى البيت من اجله ، وافقت على شرطه بتأجيل الانجاب لفترة وصفها بالاستمتاع بحياتهما الجديدة ، ستة اشهر واصبح الوضع فيه شىء لاتعرف ماهيته ولكنها تشعر بهم جاسم على قلبها ، التغيير مستمر من جانبه والزهق والملل والبرود ايضا متواصلا رغم كل محاولاتها ان تعرف السبب .
ويأتى يوما لم يشبه يوم عودة حبيبها ولكنه يوما اخر ترك فيه زاهر بيت الزوجية وحزم حقيبته وعاد الى موطن دراسته تاركا رسالة لها يقول فيها انه عاد من المملكة المتحدة ليتزوجها حتى لايقال عنه انه احنث بوعده لها بالزواج وايضا لانه كان معزول من وظيفته لخطأ ارتكبه وكان فى حالة نفسية سيئةلفراق زوجته الانجليزية له فأراد ان يهون على نفسه ويتزوج منها وينسى همه المهنى برغباته الجسدية ولكن الان وقد ارسلت له زوجته ام ابنيه الانجليزية رسالة تخبره فيها بان كل الامور قد عادت لطبيعتها وبأنها هى الاخرى سامحته وعفت عنه وستعود له مرة اخرى بعد انفصالها عنه لعدم تفهمه للتغييرات الاجتماعية بينهما وضرورة تقبله لطريقة حياتها من سهر وسفر وغيرهما وبأنها قد قبلت اعتذاره وتعهده بالا يزعجها من جديد ، واستكمل كلامه لعلياء بأنه عاد الى لندن وبأن على علياء ان ترضى بالامر الواقع اما ان تصبح زوجة فى الاجازة او يطلقها بموجب التوكيل الذى تركه لوالده ..