الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …وتقابلنا…!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …وتقابلنا…!!!


لم يكن مراد يتمنى اكثر مما هو عليه الان ، فبعد اكثر من ربع قرن من الكفاح والمثابرة والتعب وصل الى عتبة احلامه وحقق مستقبلا يزهو به فهو طبيب ناجح له اسرة متماسكة قوية زوجته هى الاخرى طبيبة وابنيه طبيبان والابنه مترجمة فورية فى سفارة اجنبية .

مراد حقق كل ماكان يتمناه والديه له لكونه الوحيد وكل آمال اهله منصبة عليه ، لم يرفض لابيه طلبا ابدا ولا لامه الطيبة التى كانت دوما بجانبه وتخفف عنه تبعات فشل حبه الاول وربما الاخير من زميلته فى الجامعة والتى رفض ابوه زواجه منها لخلافات عائلية تندرج تحت بند الميراث والمستحق ، فمن احبها كانت واحدة من فرع عائلته الكبيرة فى بنى سويف وكانت العائلة فى خلاف ازلى على ارث قديم توارثته الاسر واحدة تلو الاخرى وصولا لاسرة مراد التي تبغض اسرة امل بغضا شديدا …

سنين الدراسة الجامعية عمقت حب مراد وأمل وعندما واجهت هى عائلتها بهذا الحب وفعل مراد مثلما فعلت كان قرار العائلتين بالرفض ولكن كل بطريقته فقد آثرت عائلة امل النزوح من البلدة والذهاب لجهة غير معلومة فيما أصر ابو مراد على ان يزوجه لواحدة من بنات العائلات كانت تعيش فى الخارج وعادت ومعها شهادة بكالوريوس الطب ، جن جنون مراد عندما علم بفرار اسرة حبيبته وازداد جنونه عندما لم تخبره عن وجهتها واعتبر ذلك نوعا من انواع عدم التمسك به والوقوف معه فى وجه كل من يمنع استقرار واستمرار هذا الحب الجميل ، وبعدها رضخ مراد لقرار ابيه وتزوج وتعايش مع حياة جديدة رسخ لبناءها بعمل متواصل فى العيادة والمستشفى ، فقد كان حريصا على الا يواجه نفسه حتى لايسمع صوت قلبه يخبره بحنينه وشوقه للامل التي ذهبت بعيدة عنه …

سنين تمر وهو يعيش بنفس الوتيرة فى نهاره يعمل فى المستشفى وفى الليل فى العيادة ، وحياته العائلية مستقرة فهو انسان روتينى لايرغب فى اى تغيير عن المألوف وزوجته سيدة عملية وربة بيت ناجحة وام مثالية …

مسيرة الحياة تمضى به ورغم كل ماحققه الا ان حنينه دوما اليها يجعله يتمنى ان يراها ، وفى يوم يحدث هرج ومرج فى المستشفى والكل يجري ويتزاحم فقد احضرت اسرة ربة منزل وقعت من الدور الثانى وحالتها صعبة ، ويراها على سرير المرضى ، حبيبته التى هربت من حبه منذ سنوات طويلة ولم تبارح قلبه وظلت متربعة فيه رغم زواجه وانجابه واقترابه من ان يصبح جدا …

الامل راقدا امامه وحوله كثيرين من بينهم رجل يموت قلقا عليها واخرون ربما يكونوا ابناءها ، ابعد الكل عنها وطلب باعداد اشعة لها وتحاليل وفحوصات حتى يحدد المطلوب لعلاجها بالضبط. كانت تتألم وتبكى وهو كان يئن من داخله عليها ، اقترب منها وطمأنها بأن الأمور ستكون على مايرام ، لم تنظر اليه ولم تتعرف عليه مما زاده حزنا .

ساعات مضت ادخلها غرفة العمليات واجرى اللازم لاعادتها الى ماكانت عليه وفى اثناء العملية ذكرت اسمه الف مرة ومرة وتغنت بحبها له ولوعتها لفراقه وكراهيتها لكل من ابعدوها عنه .

وعند افاقتها طلبت منه ان يسامحها ، ولم يعرف كيف عرفته وهى لم تنظر اليه حتى ، وحينما هم ّ بأن يسألها عن كل مايجول فى خاطره ويحكى لها عن لوعته وعذابه بعيدا عنها ، التف حولها كثيرون يباركون خروجها معربين عن حزنهم لمحاولتها المئة فى التخلص من الحياة مؤكدين لها انها فقدت عينيها من كثرة البكاء على من أحبته وسافر بعيدا عنها ومطالبين منها ان لاتجعلهم يقلقوا عليها لانها عمتهم وحبيبتهم.

يخرج مراد من غرفتها وهو لايصدق مايراه فهاهى امل قد عاشت عمرها تنعى حبها وتفقد بصرها حزنا وتحاول مرارا التخلص من الحياة اما هو فقد مات منذ زمن طويل وماتبقى منه ليس الا لحظات احتضان عينيه لهذا الامل الوفى.ا

عن admin

شاهد أيضاً

هبه علي تكتب.. اغرس شجرة .. تصنع حياة..!!

في ظل مانعاني منه اليوم من تغيرات مناخية متطرفة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *