الرئيسية / غير مصنف / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..ممتنين للتعاسة..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..ممتنين للتعاسة..!!

لم يكن ابو رضا مجرد رجل يعيش من اجل ابناءه الثلاثة الذين تركتهم امهم ولا احد يدرى السبب ولا اين ذهبت بل كان نموذجا لنوعية من البشر يصعب فهم ملامحها وتفسير سلوكها فهو يعمل فى جهاز الشرطة يرتدى بدلة بيضاء فى موسم ارتداءها واخرى سوداء فى موسمها . معه ثلاثة اولاد رضا ابنه البكر وايمن واشرف وكلهم متقاربين فى الاعمار ويمكن الصفات ايضا . امهم يذكرها الذاكرين بالجمال اللافت للانظار ولكنها كانت غريبة فى كل شىء فهى لاتنظر لاحد ولاتتحدث لاى من جيرانها ، وحيدة فى كل تعاملاتها مهما كانت وايا كانت . كان جيرانها يرون زوجها حينما تضع هو من يقوم بكل اعمال البيت من الالف الى الياء ولم يروا احدا يزورهم طوال فترة وجود ام رضا بابناءها الثلاثة ، وفى يوم لم تظهر ام رضا وتلاه يوم واسبوع وتعجب اهل المنطقة وطرقوا الابواب يسألون عن سبب عدم ظهورها وبكى الابناء ومن خلفهم الاب جاء مسرعا معلنا انه طلقها وعادت الى اهلها وهكذا اصبحت ام رضا فى طى النسيان وكلما سأل احدا من الجيران ابناءها عنها وعن اسباب طلاق ابيهم لامهم جاءت الاجابة بدموع لاتنتهى يصحبها ندم من سأل.

كبر الابناء وتنوعت دراستهم وكلياتهم من طب الى هندسة الى شرطة ولكنهم ظلوا كما هم صامتين جامدين وابيهم زاد من غموضه ريبة اضافتها سنوات عمره التى تركت اثارها على ملامحه وشيب شعره ونحولة جسمه .

فى ليلة شتوية باردة استيقظ اهل المنطقة على صراخ واستغاثة صادرة من بيت ابو رضا تجمعوا على اثره ليعرفوا السبب ولكن رضا الابن البكر خرج وهو فى حالة غير مفهومة ليؤكد لهم ان ثمة خلافات بين الاخوة وابيهم دفعت الاب لضرب احدهم مما دفع الاخير ليعلو صوته طالبا النجاة وعلى الرغم من ان اهل المنطقة كانوا على يقين انهم سمعوا صوت امرأة الا انهم عادوا من حيث جاءوا وتركوا آل رضا فى غموضهم وربما غيهم يعمهون .
بعد هذه الحادثة اصبح لدى اهل المنطقةً رغبة غريبة فى التجسس على بيت ابو رضا لاحسساهم بأن وراء الجدران سر عظيم ، ومع الوقت صارت تنسج حكايات وحكاوى عن هذا البيت وعن اهله وعن سر مخفى فى هذا البيت ومع اهله ، واصبح الحس البيئى يذكر ان فلان سمع فى الليل ام رضا وهى تبكى وتطلب العفو ، وآخرين يؤكدون انهم يسمعون اصوات سوط يمزق سكون الليل يصحبه انين وبكاء ، وبينهم من يقول انه سمع اصوات الابناء يتذللون لابيهم كى يطلق سراح امهم الحزينة ، كل هذه الاحاديث تتجدد مع تجدد اشراقة شمس كل يوم وخروج آل رضا الى ممارسة طقوس حياتهم اليومية من وظيفة ومدارس وجامعات ولا احد يستطيع الجزم بما وراء الجدر الراسخة رسوخ الزمن وفى يوم الثانى عشر من اكتوبر من عام الف وتسعمائه اثنين وتسعين يضرب مصر زلزال عنيف يهدم منازل ويدمر عقارات من بينهم بيت ابو رضا واثناء ازالة الانقاض يستخرجون جثث من كانوا فى البيت وبالفعل يستخرجون جثث الابناء وابيهم وامهم وهى مقيدة اليدين والاقدام وعلى وجهها ابتسامة فسرها المنقذون بأنها فرحة بنهاية اسرها وانتهاء تعاستها….

عن admin

شاهد أيضاً

لاعب البنك الأهلي (الصيني):الفرص قليلة أمام الناشئين للظهور ..وامنياتي لاحدود لها ..

أبويا صاحب افضال كتير عليا وهو أول أنسان قالي إنتَ موهوب ولازم تبدأ المشوار وانا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *