فى حوار جمعنى ببنات وابناء صديقاتى وأصدقائى ومن بينهم إبنتى تحدثنا عن مؤرقات الوطن وهموم أبناءه وأمانيهم فجاء الحوار والحديث بمعنى قاس والم اقسى فالمعظم أجمع على رفض مافى الوطن ورفض االاستمرار فيه .
وبالرغم من ان حديثهم كان يحمل حججا قوية وبراهين اقوى اكده مالمست من نبرات اصواتهم من احباط ويأس ، تكلموا عن غياب قوة تنفيذ القانون وحكوا حكايات كثيرة عاشوا احداثها من خلال استمراء واستخدام شخصيات لسلطاتها على حساب ضعف الاخر وقلة حيلته، ذكروا لى حالات كثيرة لمجرد كونها تملك المال والسلطان فتحت لها ابواب المستحيل وتم عمل كل شىء طلبوه وهم يحتسون قهوتهم فى مكتب فلان او علان الذى يعرفونه او يعرفه ذويهم,اقسموا لى بأغلظ الايمان عن قضايا حذفت ومحت من المحاكم او اتهم فيها غير المذنبيين لمجرد انهم من الفئة التى لايجب ان تحاسب على اخطاءها ..
. انتقدوا التسيب والفوضى المرورية والعشوائية وسياسة معلش وهتفرج ومهيمكش طالما معاك وليك ضهر ،كل هذه السلبيات حكوا عنها وبانت ملامحهم مستاءه وعندما تحدثوا عن التحرش تحولت الملامح الى اخرى لاتستطيع ان تصفها بكل المفردات ولا اللغات فقد اكدوا تعذيبهم من كلاب فى كل مكان ومهما كانت درجة قرابتهم او مكانتهم العلمية والتعليمية قالوا كثيرا عن نظرة المجتمع الفظة للبنت وتحميلها كافة مسؤليات تحرش الرجال بها وكيف انهم يرونها تشجع الرجل بلبسها العارى القصير ومكياجها المفرط ونسوا ان يحملوا الرجل اية مسئولية والابقاء على دوره بأنه ضحية للاغراءات وقتيل الظروف والامكانات التى جعلت التحرش مخرجا له من عدم استطاعته تفريغ طاقاته وقدراته، كادوا ان يبصقوا وهم يصفون نوعيات من البشر حبيسة شهواتها ومن اجل تفعل مالا يقره شرع ولادين ، وقبل ان اسألهم ولماذا لم تبلغوا عنهم جاءت ضحكاتهم الاستفزازية ترسل لى برسالة مفادها عيب عليكى يااستاذة ده انتى مصرية وعارفة المجتمع بيعمل ليه والاهل قبله فيمن تتحدث اويتحدث عن متحرش او متحرشة ، واكتمل الحوار بغياب الوازع الدينى بل وبغياب الفهم الدينى من الاساس وتزعزع القيم الدينية وافتقاد القدوة والنبراس .
على مدى ساعتين كنت احرث فى النهر وهم ايضا فلا انا اقنعتهم ولا استطعت ان اتناسى مرارة تجاربهم فى محتمعنا الغريب منذ سبعة اعوام عجاف ولاهم استطاعوا ان يغيروا رؤيتى الناتجة عن ميراث مغاير لكل ماأمنوا هم به لينتهى لقاء وكله يصل لنتيجة واحدة انهم ان اتيحت لهم فرصة ترك وطنهم لن يترددوا لحظة عن انتهازها واما انا فنهاية حوارى معهم جعلتنى اقر بينى وبين نفسى بأننى مصرية ولله الامر من قبل ومن بعد !!!