لم تكن هالة تعلم ماتختزنه لها الاقدار فقد كانت تحتمى بجمالها وذكاءها وتسلم أمرها لإمها وأخيها وعندما اكملت ثمانية عشرة عاما وفى أول اعوام دراستها الجامعية جاءتها امها سعيدة تبشرها بأن ابن اكبر رجل اعمال وسيد البلد وزعيمها يريد ان يتزوجها ..
اول سؤال من هالة كان عن مشوارها التعليمي فأجابتها الام بأنه موافق أن تكملى دراستك وأنت معه زوجة وسيسخر لك كل شىء من سائق يذهب بك إلى الجامعة ويعود بك إلى مدرسين وغير ذلك من اسباب نجاحك ..
وضحكت الام وقالت: ده واصل وايده طايله ده ممكن ينجحك وإنت فى البيت .
وتم الزواح فى أقل من ستة أشهر وانتقلت من بيتها فى صعيد مصر إلى بيت زوجها فى نفس البلدة مع اختلاف الاساس والناس .
كان الكل يحبونها ويثنون عليها وعلى ادبها واخلاقها وعفتها .
انجبت منه ولدين واتمت تعليمها وحصلت على الليسانس في المحاماة وهنا بدأت المشاكل وتفاقمت وتعامله معها بأنها افضل منه فهو يحمل مؤهل متوسط وعليه فقد تحول من النقيض إلى النقيض ومد يده عليها واهانها أمام الكل واستحالت الحياة معه فلجأت إلى اخيها الذى حزن على حالها وخاصة عندما رأى بعينه اثار تعديه عليها
حاول معه فى بادىء الامر أن يصل معه لنقطة اتفاق تعيد الدنيا إلى ماكانت عليه ولكنه تلمس بحكم عمله كظابط شرطة بان زوج اخته صار غيورا حاقدا ولن يسعد اخته ابدا ، بل أنه خاف أن تكون المرة القادمة التى سيأتى إلى هذا البيت ستكون لأخذ جثمان أخته إلى مثواها الاخير…
ولذا فقد أصر على الطلاق وتنازل اخته عن كل شىء مقابل أن يكون ولديها معها وطلقت هالة وهى فى مطلع العشرينات جميلة عفية الكل لايصدق أنها تزوجت وانجبت .
أخيها يحتضنها وينشىء لها مكتباً للمحاماة وينقلها من الصعيد إلى مصر حتى إبتعد كلية عن اماكن الذكريات ؛ تسارع هالة الزمان لتصنع مكان ومكانة وتحقق ماتصبو إليه وهى فى قمة نجاحها الوظيفى ..
تبشرها أمها بالعريس الجديد وتعدد صفاته وحسناته وتوافق هالة وتتزوج منه وعندما يعلم طليقها بزواجها يصر على أخذ ابنيه ..
وأمام ما جدَ من حياتها واقناع اخيها وامها بأن بقاء ابنيها مع ابيهما افضل فى كل الاحوال تقبل هالة وتتواصل معهما تليفونيا وتزورهما كل اخر اسبوع فى بيت اهلها فى الصعيد ..
لم تتواصل هذه الرؤية بسبب حملها وامتعاض زوجها الحالي
فتباعدت لتصبح مرة كل شهر ..
فكل مناسبة..
فكل حين وحين ..
تنجب هالة من زوجها ثلاثة ابناء بنتين وولد وتقف بجوار هذا الزوج الذي كان موظف حكومي وتدخر كل مايأتي ليشتري بيتا وسيارة وينتقل نقلة اخرى بسببها وبدعمها ومالها ومعارفها .
تكمل معه خمسة عشرة عاما من الزواج يتغير فى السنين الاخيرة منهم ولاتدري السبب فيتفق الاثنان أن يعيشا فى نفس البيت ولكن كل منهما فى طابق حفاظا على الاولاد والكيان الاسرى ..
لم يستمر الحال طويلا فقد اكتشفت برسالة من سيدة أنه متزوج وأن هذه السيدة أخذت منه اموالا كثيرة..
وعندما واجهته انهار وأكد أنه طلقها وأنها كانت غلطة ولن تتكرر ؛ تصر هالة بعد اطلاع إبنها الكبير على مافعله أبيه فى حقهم وصرف أموالهم التي تعبت هى كي توفرها لهم صرفها على إمرأة لعوب اخذت منه ماله ورمته ..
بعدها تصر هالة على أن يتم كتابة كل المستحقات من مباني واموال بأسماء أولادهم وأمام خزي الأب من ابنه يوافق ويتم ماارادت وسعت له ويعقب هذا القرار اصرارها على الطلاق …
فتصبح مطلقة للمرة الثانية وتضع كل همها فى عملها ومكتبها الذى أصبح معروفا واسمها الذى صار له وضعا ومكانة ..
تمضى بها الدنيا وتلتقيه شاب يصغرها بأكثر من خمسة عشرة عاما تعيش معه قصة حب تنسيها كل شيء وتتزوجه سرا..
ومن يومها وحتى أخر يوم فى عمرها وهى تلعن اليوم الذى التقته فيه وتلعن حظها العاثر ووسط كل هذا لاتنسى أنها جميلة وناجحة وأن مهما قابلها من عثرات فهي لن تتوقف وستعيش وتعطي وتأخذ وتقتنص السعادة..