الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..لاب توب..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..لاب توب..!!

التقطت هاتفها عندما رأت رسالة من زوجها وظنت أنه يعتذر لها عما حدث بينهما من شجار جعلها تترك المنزل بدعوى أنها تريد أن تزور امها وتتركه عله يهدأ ويعلم أن سبب انفعاله لامبرر له ، ولكن رسالته جعلتها تصرخ وهى فى المترو وتطلبه وسط دهشة المحيطين بها وتقول له وهى غاضبة : مالذى ارسلته لى الان وهل انت مدرك تبعات هذه الرسالة ؟

ويعلو صوتها مرة اخرى وتسأله : لماذا ؟
مالذى يدفعك لهذا السلوك ؟
وتواصل تساؤلاتها وتطلب منه بأسى غريب أن يبرر لها مافعله ، ويبدو أنه يزداد عندا فتطلب منه بشىء من الخضوع أن يتراجع عن سلوكه وهى متكفلة بكل متطلباته ..

ووسط دهشة كل من فى عربة المترو ورغبتهم فى معرفة ماذا ارسله لها تتغافل هى عن نظراتهم وتساؤلاتهم وتطلبه مرة اخرى ولكنها تحاول أن تتماسك فتقول له : متعملش كده عشان متزودش مشاكلنا اكتر ماهى زايدة ؛ من فضلك بلاش ، عشان خاطر ابننا وبنتنا اللى مالهومش ذنب يتقطعوا بينا وكل يوم يشوفوا طريقتك فى التعامل معايا ويكرهوك ويكرهونى أنا كمان لأنهم شايفين إنى معنديش كرامة ، عشان خاطر الولاد بلاش اللى بتعمله وارجع عن اللى بعته ..

ويبدو أنه لم يطمأنها ويحقق لها ماطلبته وأغلق فى وجهها الخط فتعاود الاتصال به مرة اخرى وتقول له وهى فى قمة الحزن والضعف : ليه طيب ؟
عشان الفلوس ؟ ،
انا هديك الفلوس اللى انت عاوزها بس بالله عليك بلاش تعمل كده ..،
ويغلق مرة اخرى الخط وتعاود الاتصال وتقول له طيب إنت عاوز كام ، مشكلتك مع الراجل ده تتحل بكام ، عاوز منك كام ، قولى بس والله هديك اللى إنت عاوزه بس اوعدنى تتراجع عن اللي عملته ، وفى حالة من متابعتنا كلنا تقول له حرام عليك ياشيخ عشان ١٢٠٠ ج تبيع لاب ب٢٥ الف جنيه ، ليه ؟
انت بتعمل كده ليه ؟
ده كله عشان تزهقنى ؛ وترمى مجهودى ع الارض ، أنا عملتلك إيه عشان تعمل كده ؟؟.

من فضلك هات اللاب من عند صاحبك وانا هديك الفلوس اللى أنت مديون بيها لصاحبك ، بس عشان خاطرى لو كان ليا خاطر متبيعش اللاب ، ده عليه ابحاثى ورسالتى وحياتى كلها وكمان ده هدية من ابويا الله يرحمه .

تتوقف لحظة وتصرخ وتقول ودينى لو بعته لاخليك تندم وهروح لصاحبك وافضحك ادامه واقول ع اللى شايلاه جوايه من زمن ومش عاوزه اقوله عشان خاطر البيت والولاد وعشان أنا اصيلة ، كلنا متابع هذا الحوار ومشفقين عليها وعلى الدموع التى تحاول بكل مااوتيت من قوة أن تمنع نزولها وتتظاهر بالصلابة والهدوء ، تلتقط الهاتف مرة اخرى وتحدث والد زوجها وتقول له ياعمو يرضيك ابنك يخلينى عند ماما وياخد اللاب بتاعى اللى عليه عمرى كله ويبيعه لصاحبه عشان مديون ليه بالف وميتين جنيه .

ويبدو من الحوار أن والد زوجها تعاطف معها ورفض مافعله ابنه فتستكمل حوارها وتقول له من فضلك ياعمو كلمه وخليه يرجع اللاب وانا هدفع الدين اللى عليه لصاحبه ، وتنهى المكالمة بالسلام وتطلب منه أن يسلم على والدة زوجها وتؤكد على عزومة يوم الجمعة المعتادة وأنها ستعد لهم كل مايحبونه من اطعمة وحلويات .

تهدأ للحظة وكلنا معها نتابع وندعو ، واذا بها تصرخ وتقول له حرام عليك انت عاوز ايه ؟
فيها ايه لما اطلب من باباك يتدخل ويرجع لى اللاب ؟
هو انا طلبت حاجة ابيحة ولا سبيتك ؟
ارحمنى الله يخليك ..

هدوء فى عربة مترو يقطعه صراخ فتيات لم ينزلن محطتهن لأنهن تابعن حديثها ونسين محطة وصولهن ، حتى بائعات المترو التففن حولها يتابعن قصتها ، فجأة جمعت اشياءها وقالت فى الهاتف ورحمة ابويا لهنزل حالا واروح لصاحبك واخد منه اللاب بطريقتى وهأخلى راسك فى الطين ياعديم المروءة وهطلع من عند صاحبك على ابوك وامك واقولهم إنت ايه وبتعمل ايه عشان يعرفوك على حقيقتك ، وانا وانت والزمن طويل انا خلاص فاض بيا ..

ساعتها النساء التفت حولها يحاولن أن يرجعنها عما تنتويه وهى لاتسمع لهم ولاتراهم وتنزل من عربة المترو ونراها تحتضن رجلا كان فى انتظارها وتبكى بحرقة وكلنا ندم لأننا لم ننزل معها لنعرف من هذا الفارس الذى يتابعها وينتظرها وينتشلها مما هى فيه ..

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *