استوقفنى حوار فى احد المسلسلات الرمضانية بين نجمين من النجوم الصاعدين لا داعى لذكر اسميهما ، النجم اللوزعى ضبط البطلة التى كانت تفتخر وتتفاخر فى الحى الذى تعيش فيه بأنها راقصة فى حين ان البطل اكتشف مهنتها الحقيقية وهو يقضى ليلته فى احد الكباريهات او مايطلق عليها تأدبا ملاهى ليلية وجدها هناك كعاملة نضافة او كير سيرفيس بلغة عصرنا المزعج هذا .
وفى جمل متوالية ونظرات الكسوف والتألم تقول الممثلة وكلها حسرة ان مايفصلها عن امانيها هذه الخطوات الصغيرة من المراحيض الى المسرح وانها تتدرب وتنمى من قدراتها وكلها أمل بان اقدامها ستصل بها الى المسرح والى الجمهور ، كل هذه العبارات كان من الممكن ان تمر مرور الكرام ولكن ردة فعل الاخر وامعان المؤلف فى قهرنا جعله يساوم الممثل للراقصة المحرومة من اعلانه حقيقتها اذا لم تمتثل لاوامره ، تخيلوا معى هذه المفارقة ان يعرف المجتمع انها عاملة نظافة يعد كشف سترها واهانتها فيما تباهيها بكونها راقصة يعد فخرا لها وافتخارا!!!!
لم ينته الحوار بعد ولكن يمتد لتصل الفنانة او عاملة النظافة الى مالك الكباريه وتخبره بانها احتازت كل الدورات وانها على اتم الاستعداد لاعتلاء خشبة المسرح وابهار الحضور ورفع حال الملهى وجذب المزيد من الجمهور وبالطبع الثراء لصاحب الملهى وهنا يرد عليها الاخير بكل اشمئزاز بجملة تدرس فهو يقول لها مينفعش اخليكى رقاصة يقولوا عليا ايه جاب عاملة النظافة وخلاها رقاصة ، هو من قلة الرقاصين ولا ايه ؟
وينظر اليها ويقول ترضيها انتى ليا ؟
ينفع اجيب سايس واخليه مغنى ولابودي جارد مينفعش ياقمر كل واحد ليه حجمه ووظيفته ، انتى مكانك الحمامات عندى هنا ، عاوزه يكونلك مكان تانى مش عندى ، انا راجل صاحب مبادىء…وينتهى الحوار وندخل فى جدال ونسأل انفسنا وكل من يراه ويرانا ونقول له ..
اى عالم هذا الذى نعيشه والذى يروج له كتاب السيناريو والمؤلفين ويعمل على ترسيخه الممثلين ومن يصفقون لاعمالهم وينشرون عنهم وعن عالمهم كل صغيرة وكبيرة ؟
هل اصبحنا نتاجر بكل شىء من اجل المادة؟
هل اصبحت الراقصة تفخر بفنها وعاملة النظافة تستحى من نفسها؟
من الذى جمل القبيح وقبح الجميل ؟
من المسؤل عما نحن فيه الان ؟
والى متى ستظل الموازين مهزوزة والقيم متنازل عنها !!
الى اى مدى سينتهك القائمون على الميديا كل مافينا من اجل ان تنتفخ ارصدتهم وجيوبهم!!!!