لم يكن يوما عاديا فى حياتها فقد استيقظت على خبر وفاته ذلك الرجل الذى احبته ولم تحب غيره طوال عمرها مع انها تزوجت غيره وهو ايضا الا انها لم تنساه ابدا وكانت دوما تتابع اخباره وتسأل عنه على طول مسيرتها فى حبه والتى استمرت ٢٥ عاما …
هيام احبت محسن منذ أن رأته فى احدى الندوات التى كانت تقوم بتغطيتها لجريدتها الغراء وهو كان الكاتب المرموق المعروف فى عالم الميديا والاضواء …
تعرفت عليه اكثر وصارت صديقته تلازمه فى حفلاته وسفرياته وتكتب كل اخباره حتى اصبحت المستشارة الاعلامية له وصارت اخباره حكرا لها هى فقط ….
كل يوم يمر وهى معه كانت تحبه اكثر وتنتظر ان يصارحها بحبه ولكنه لم يفعل بل طلب منها ان تكون عشيقته وفى هذا اليوم قطعت علاقتها به واعلنت انها لم تعد مستشارته وانها تتمنى له حياة ناجحة وسعيدة . …
حاول محسن ان يعيدها اليه ويوضح لها ان ماطلبه منها لايرتبط بصورة او باخرى بعملها معه وان رفضها لان تكون خليلته لايعنى ان لاتستمر فى العمل معه كمستشارة ، وطلب منها بشياكته المعروفة عنه ان تتحضر فى سلوكياتها وتصبح كالغرب يعلمون جيدا ان رفض المرافقة لايعنى وقف مسيرة العمل سويا ….
لم تستطع ان ترد عليه لأنها خافت من ان تفضح نفسها امامه وتبكى وتعترف له بحبها واكتفت بأن تؤكد له انها ستظل صديقته وانها لن تتأخر لحظة عن الوقوف بجواره اذا ماطلب منها او حتى اذا لم يطلب. …واقتضت الضرورة ذلك ..
بعد هذه المصارحة وجه اليها دعوة لحضور حفل زفافه من اعلامية شهيرة قال لها انها احبته وخيرته بين الزواج منها او الانتحار لانها لاتستطيع العيش بدونه واختار ان يتزوجها لانه لايريد ان يخسرها لانها رقيقة وجميلة وقلبه لايستطيع تحمل ذنب ان تزهق بريئة روحها اذا لم يرتبط بها ….
بكت كثيرا عندما سمعت حواره وتأسفت لنفسها انها لم تفعل مثلما فعلت هذه الاعلامية التى اخذتها منها اخذا ؛فى حفل بهيج حضره نجوم ومشاهير وسياسيين ونخبة المجتمع تزوج حبيبها ومن بين نظراتها الحزينة ابتسمت وسلمت عليه وقبلته وقلبها ينزف ….
وافقت بعدها على اول عريس يطرق بابها وحياتها وعاشت معه عمرا انجبت خلاله ابنين ولكنها لم تستطع نسيان هذا المحسن مع انها احبت زوجها واخلصت له …..
كانت دوما تحلم بحفل زفافها وفى هذا الحفل تجد نفسها وحيدة بلا عريس وتجد نظرات المدعوين كلها شماتة وكيد وتصحو من نومها مفزوعة حزينة …..
نصحتها امها بالا تقص هذا الحلم لانه من الشيطان بينما اشارت عليها صديقتها القريبة بان تذهب لطبيب نفسى لان هذا الحلم لم يتغير منذ اعوام زواجها التى تقترب من العشر …..
بالفعل ذهبت الى الطبيب النفسى وبعد جلسات وجلسات تحدث معها الطبيب ونصحها بان تتخلص من ماضيها بكل مافيه لانه هو سبب هذا الحلم واعطاها روشتة من الاقراص المنومة والمهدئة ….
لم تعرف كيف تتخلص من ماضيها وماذا يحويه ليجعل طبيبها النفسى ينصحها بذلك ، لم يختفِ الحلم بل صار يأتيها كلما نامت او حتى غفت عينيها ؛ اشار عليها اهل الدين بان تتوجه الى اصحاب الفتوى ليفتوها فى رؤياها وعندما ذهبت اليهم رجعت بفتوتين احداهما انها آثمة لان هذا الحلم معناه انها تخون زوجها فى ذكرياتها والاخرون اشاروا عليها بأن تتقرب الى الله وتصوم وتزكى وتتعبد .
ازدادت حيرتها وزاد الحلم من زيارتها واصبح ملازم لنومها ولم يختفِ الا بخبر وفاة من كانت تحبه وبعده وفاة زوجها …