كأى فتاة فى كوكبنا هذا كانت امانى ترغب فى ان تحب وتجد من يطمئن له قلبها وتكون له شريكة عمره وهو ايضا ..
لم تتعجل الزواج بقدر تعجلها ان تجد فارس احلامها وهاهى تنهى تعليمها الجامعى وتلتحق بمصلحة الضرائب كموظفة ولم تجد هذا الفارس ومضى عام والتقته به صدفه فى الميكروباص الذى تستقله من امام محل عملها الى مسكنها فى منطقة العجوزة تتجاذب معه اطراف الحديث وتعلم انه حاصل على دبلوم تجارة ويعمل فى احد المكاتب .
لاتدرى ماذا حدث بعد هذا اللقاء العبثى ولكنها تجد نفسه تقابله وتتواصل معه وتتصل به وهو ايضا ويأتى يوم يعترف فيه بحبه لها وانه يخشى من الفارق التعليمى ان يقتل هذا الحب ..
ترد امانى عليه بأنها لن تتخلى عنه وستصر عليه وتواجه اسرتها والعالم كله ، ويتقدم لها ويرفض ابيها واخيها وتحزن امها لهذا االامر وتسألها كيف ترضى بما هو اقل منها فى كل شىء مستوى تعليميا وماديا وتجيبهم بأنها لن تتزوج غيره وامام اصرارها يرضخ اهلها ويوافقوا على زواجها .
وتنتقل معه الى شقة متواضعة فى منطقة دار السلام حيث بيت ابويه الموروث من الاجداد، سعادته به كانت تفوق كل ارجاء احلامها وتجعلها تطير فى السماء حبا وهناء …
مضى عام انجبت فيه ابنهما الاول وبعد هذا العام صارحته برغبتها بأن يعدل مساره التعليمى وهى ستكون معه وكانت .
لم تدخر وسعا فى دعمه وكانت تذاكر معه دروسه وتحضر له من ابناء اصدقاءها الملازم وغيرها من الوسائل التعليمية المساعدة وينجح فى الثانوية العامة بفضل دعمها له وتيسيرها كل ماهو صعب ويلتحق بكلية التجارة وتواصل هى مسيرتها معه وكل المواد تبسطها له وتشرحها بحكم انها قد درستها من قبل كما استغلت تفوقها ومعرفة الاساتذة بها بأن تدعمه لديهم ومضت اعوام الدراسة الاربعة ويحصل فى نهايتهم على البكالوريوس وكم كانت سعيدة به وله …
واكملت سعادتها بان سعت لتوظيفه فى وزارة المالية بحكم علاقاتها ومحبيها …
لم يمض سوى اشهر قليلة لتفاجىء بصديقة لها تخبرها بان ابنة احد الاصدقاء التقت بها وبصحبتها من عرفته لهم بأنه زوجها وعندما دققت فى ملامحه تأكدت انه هو زوجك ياحبيبتى ، كذبت. ذلك وقالت من المؤكد انه يشبهه اليس كما يقولون يخلق من الشبه اربعين ، ولم تتركها صاحبتها فى غيها بل اكدت لها انه من الممكن التأكد عن طريق وزارة الداخلية بواسطة ابيها الذى يشغل منصب رفيع هناك …
فرحت بهذا الاقتراح ظنت منها انها ستكذب بنتائجه ماوصفته بافتراء صديقتها ولكن جاءت البيانات مؤكدة انه متزوج من اخرى لتأتى لحظة المواجهة وهى تبكى وتنتفض وبين نفسها تتمنى ان ينكر وينفى او ان يقول انه اضطر او اجبر ولكنه يبتسم ويقول لها بكل افتخار وهدوء : مش انا اتخرجت والشباب بعد التخرج بيتوظفوا وبما انك وظفتينى يبقى فاضل انى اتجوز واتجوزتها زميلة الدراسة .
من بين دموعها قالت له : ده جزائى ، بسهوله كده ترمينى ورا ضهرك ؟ وضع يديه فى جيوبه قائلا ومين قال انى هرميكى انتى هتفضلى معززه مكرمه مع ولادنا فى البيت وانا كل مااشتاق ليكى هتلاقينى وان محصلش او انك مش عاجبك النظام بتاعى ارجعى لاهلك ويادار مادخلك شر ..
لم ينظر ولم ينتظر ردها فقد حزم امره وتركها مع ولدين وبنت تكمل حياة ارتضت ان تكون فيها بلا رجل فقط أم.. …