الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. عمود البيت..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. عمود البيت..!!

فى تراثنا القديم وفى الريف بصفة خاصة توصف الام يعامود البيت وبطلة قصتنا هذه هى عمرد بيتها وبيت ابويها …

لم تكن فاطمة مجرد اخت كبرى فى اسرة مكونة من خمس بنات واخ وحيد ولكنها كانت قطعة مؤثرة فى كيان هذه الاسرة الطيبة التى يحتضنها ابوين طيبين لم يقنتا ابدا من كثرة البنات بل بالعكس كانا نموذجان للدين السمح فى تعامل البنات واعتبارهم طريقا الى الجنة وسعادة فى الدنيا. فاطمة كانت مميزة فى كل شىء ملامحها المصرية الاصيلة ، جديتها فى كل شىء واى شىء من اصغر الاشياء الى اضخمها ، منذ صغرها وذكاءها نافذ ، تلتقط الشىء وتتقنه فى اقل وقت لدرجة انها تعلمت الحياكة منذ صغرها بمجرد مكوثها مع جارة لامها كانت تجيد الحياكة . فاطمة كانت كما يقال حاليا ( فايتر) فهى

تواجه كل الصعوبات برباطة جأش وبتحدى يجعل كل صعب سهل وميسر ، الابوين كانت فاطمة لهما الركيزة الاساسية فى المنزل فهى بمثابة الام الثانية لجيش الابناء وخاصة انها امتازت بصفة عدم التدخل فى شئون الاخرين الا اذا طلب منها وهذا السلوك اعطاها مساحة واسعة من الثقة والحب فى اسرتها جعل الكل يفشى لها باسراره ويطلب منها العون فى الشدة وفى الازمات ، سنين عمر فاطمة كانت تسير بهدوء ومحبة واكتملت بزواجها من جار لها امتاز بكثير من الصفات التى تنطبق مع صفات فاطمة مما جمل حياتهما وازهرها بخمس ابناء ولدين وثلاثة ابناء هم نتاج حياة اسرية سعيدة لم يستمر فيها الزوج كثيرا فقد اختطفه الموت وهو فى الاربعينات من عمره ليترك فاطمة لم تنهى الثلاثينات من عمرها بخمسة ابناء اصغرهم فى الرابعة من عمرها واكبرهم لم يتخطى الخمسة عشرة او تخطاهم بقليل ، حمل ثقيل ولكنه كان عليها هين جميل تنقلت فيه من محل زوجها الى بيتها تحتضن ابناءها وتغرس فيهم محبتهم لبعضهم البعض وتكاتفهم فى مواجهة المجتمع بشوائبه وامراضه وبعض من ناسه السيئين ، لم تدخر فاطمة وسعا فى اسعاد ابناءها ودفعهم نحو الافضل ليكملوا تعليمهم ويصبحوا زهور تبهج حياتها
ويشهد لهم كل الناس الاقارب والغرباء والجيران بحسن التربية والاخلاق ويترحمون على ابيهم ويذكرون امهم بالخير ويدعون لها لصنيعها الطيب فى ابناءها. وفى يوم لم تكن مقدماته تندر بأى شر ولا بما يغير سير هذا اليوم تشعر فاطمه بتعب مفاجىء يصر ابناءها على اصطحابها الى اقرب المستشفيات مع رفضها مغادرة منزلها الملىء بالحب والذكريات والحياة وتذهب الى المستشفى نزولا عن رغبتها وتنفيذا لمطالب ابناءها وفى المستشفى ترقد فاطمة ربما اعياها الزمن وربما ثقل الحمل عليها وتريد ان تلتقط انفاسها وربما تأخذ استراحة محارب لتعود بعدها الى مواصلة معركة الحياة التى خاضتها بحب وصدق وعزيمة ، ربما كل هذا واكثر ولكن من المؤكد ان فاطمة هى قلادة وعقد محبة الاسرة كلها بل هى رمانة ميزانها وعمودها الفقرى ..

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *