الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..عكس الحب..!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..عكس الحب..!!!

تتذكر عندما كانت فى الثامنة من عمرها وأيقظتها أمها لتخبرها بأن اباها لن يعيش معهم بعد ذلك اليوم ، ولما سألتها عن السبب وهى تبكى قالت لها أننى واباكى اتطلقنا…

كانت كلمة غريبة على مسمع طفلة وشرحت لها أمها معناها وزادت عليه بأنها اتفقت مع ابيها ان يأخذك للعيش معه وأنا سيكون معى اخيكى لصغر سنه ….

وانتقلت من حى الزمالك الى القاهرة الجديدة حيث يعيش ابوها فى هذه المرحلة من العمر فهو مدير بإحدى البنوك ومعروف عنه الكفاءة والتواضع والخلق الحسن وبهذه الصفات كانت هناك علامات استفهام امام الابنة عن سبب انفصال أبوبها وخاصة انها لم تسمع لهما يوما عن خلافا ولا صوتا يعلو ولا أية مشاكل….

كبرت الابنة وتسير حياتها بنظام وضعه والداها فهى تقضى مع ابيها أربعة أيام وتنتقل لامها الأيام الثلاثة الباقية من الأسبوع ؛ لم تسألها أمها يوما عن ابيها على العكس تماما من ابيها الذى يداوم سؤالها عن أمها وحالها وأحوالها ، وهل تفكر فى الزواج ؟

وهل هى سعيدة ؟

الا تسأل عنه ؟

هل ينقصها شيء؟

فى كثير من الأحيان كانت تكذب الابنة لارضاء ابيها وتقول له ان أمها هى الأخرى تسأل عنه وتتبع أخباره ؛ وكانت سعادتها تبلغ عنان السماء عندما ترى ابتسامته وفرحته ….

مرت سنوات والوضع كما هو لم يتزوج أبوها ولا أمها وعلاقتهما تسير وفقما خططا واتفقا ، وفى يوم وكانت عائدة من الجامعة تزف الى ابيها بشرى نجاحها بتفوق وتعيينها معيدة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ؛ وجدت اباها مجهدا طريح الفراش فزعت ولم تدرى ماذا تفعل فاتصلت بأمها وأخيها تطلب منهما العون وخاصة انها وجدت فراش ابيها ووجهه ملطخا بالدماء ، جاءت أمها مسرعة خائفة تبكى وترتعد ومعها الطبيب الذى أمر باحضار عربة اسعاف ونقله الى المستشفى ؛ وظل فى المستشفى شهرا كاملا يعالج من مشاكل فى الكبد لم تتركه أم ابنيه ثانية واحدة ؛ حيرة الابنة من سلوك أمها جعلها تتذكر حديث ابيها ذات يوم عندما سألها ماهو عكس الحب ؟ فردت مسرعة الكُره طبعا ؛ فقبلها على رأسها وقال لها اجابة خاطئة ؛ فالكُر هُ يابنيتى شعور يعنى ان الآخر يفكر فيك وتحتل مساحة من تفكيره حتى وان كانت سلبية ؛ عكس الحب هو اللامبالاة ان اجعلك فى خانة الأموات وأنت على قيد الحياة وهذا مافعلته معى أمك فهى لم تكرهنى ولكنها لم تعد تحبنى ؛ أنا صرت بالنسبة لامك مسجل فى شهادة الوفاة رغم أننى معها أعيش ، وأنا أحببتها ولذا فلم استطع ان استكمل معها حياتى لانها حكمت على بالوفاة وأنا مازلت حيا؛ قد أكون أنا سبب وقد تكون هى وقد تكون الظروف المحيطة ومشاغل العمل والصعوبات ولكن فى النهاية لم تعد تحبنى فكان الأكرم لكلانا ان نبتعد لعل البعد ينقي المشهد ويوضح ماغاب عن كلانا .

ماتذكرته الان واجهت به أمها وسألتها نفس السؤال وجاءت إجابتها من خلال دموع ونظرات نحو ابيها المسجى فى فراشه ……

عن admin

شاهد أيضاً

هبه علي تكتب.. اغرس شجرة .. تصنع حياة..!!

في ظل مانعاني منه اليوم من تغيرات مناخية متطرفة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *