احببتها منذ صغرى وتعلقت بها وتغنيت بكل شىء فيها وكنت معها اينما ذهبت . كانت جارتنا فى مصر الجديدة حيث ترعرعت ونشأت ابنة جميلة لدرجة يصعب وصفها ، لها اخوين يوازيان جمالها واب مثال للشهامة وعزة النفس وام اختزلت لنفسها كل معانى المحبة والود. كان اسمها سوزان ورغم فارق السن بيننا والدين الا اننى كنت لااتخيل حياتى بدونها . سوزان كانت تجيد اربع لغات تعمل فى السياحة وارثة هذه المهنة من ابيها عم جوزيف الذى كان يملك شركات متعددة للسياحة يعمل فيهم معظم ابناء ميدان الجامع واغلبهم مسلمين . عم جوزيف كان محبوبا من الكل واسرته كانت تنافسه هذا الحب واكثرهم سوزان التى تربعت على عرش كل الشباب مسيحيين ومسلمين فالكل كان يتسابق للفت انتباهها ومصارحتها بحبه وتعلقه بها ، سوزى كما كنت اناديها كانت كأى فتاة تفرح بكونها بوصلة الشباب والحديث والحدث ولكنها كانت تخفى سرا خفيا جعلها دائمة التجهم والصمت الرهيب.
تقدم لها كثيرون وكانت ترفض بلا اسباب وجيهة مما زاد من قلق اهلها وخاصة ابويها اللذان كانا يخافا الموت وتركهما ابنتهما الوحيدة بلا زوج وخاصة ان اخويها تزوجا واصبح لكل منهما حياة مستقلة .
سوزى كانت فى حالة عشق وعلى عهد بانتظار حبيبها اكرم الذى احبته فى الجامعة وسافر لاستكمال تعليمه وشق طريقه فى الخارج .
سوزى كانت على عهدها ووعدها له بالانتظار والاترتبط بغيره مهما كانت المغريات . اكرم كان يراسلها ويقص عليها كل شىء وفى كل مرة يطلب منها المزيد من الصبر حتى يحصل على الدكتوراه واخذ من عمرها سبع سنوات كانت تقول لى انها اعتادت صيام القلب ، وصام قلبها طويلا وحصل اكرم على الدكتوراه ومع ذلك لم يعد ولكنه ارتقى الى السماء فقد قتله مايسمون نفسهم بالنازيين الجدد الذين يكنون فى قلوبهم كراهية لكل الوافدين وبخاصة الشرقيين وضاع اكرم وترك سوزى تواصل صيام القلب وتحرم كل مافيها على اى انسان وتنتظر حبيبها فى يوم افطار البشرية كلها .