بداية لابد ان نتناول اى حدث وحديث بموضوعية ويجب ان نتعامل على قدر الموقف وليس من منطلق افكار وانطباعات فردية ترقى للعنصرية . ويجب ان نفصل الموقف عن اى تداعيات وضعناها نحن من خلال احكامنا الانطباعية عن الشخص والاشخاص محل الحوار او الحديث. هذا الكلام اذكره بمناسبة ماتناولته وسائل التواصل الاجتماعى من حملة ممنهجة وسخرية ولغة مسيئة للفنان الشعبى شعبان عبد الرحيم ردا على تكريمه من جامعة بنها. وعندما قرأت ماتناولته وسائل التواصل والتعليقات والصور والريأكنشات كما يصفونها ، انزعجت جدا من حال مجتمعنا الذى اصبح منزوعا منه ورقة التوت واصبح مجتمع يقوم بدور الجلاد والقاضى فى نفس الوقت ..ووسط كل هذا كان يجب ان اعرف الحقيقة وخاصة ان الكلمات التى تصف عبد الرحيم فيها شىء مفقود والتكريم من المؤكد انه سبقه واقعة او موقف وعليه اجريت اتصالاتى وتواصلى بالقائمين على شئون جامعة بنها ومستشفاها العربق وتأكدت من صدق ارهاصاتى فعبد الرحيم تردد على مستشفى بنها مؤخرا لسبب او لاخر وربما لمرضه شخصيا ولايسألنى احد ويقول ساخرا وهو معهوش فلوس يكشف فى اجدعها مستشفى ولا يجيب احسن الدكاترة؟؟ فهذا سؤال عبثى ونحن لاندرى بواطن شعبان ولاحتى ظواهره ، المهم ذهب الى المستشفى فوجد الزحام ونظر حوله فوجد حال الناس والمرضى يرثى له ، فماكان منه الا ان توجه الى جامعة بنها والتقى برئيسها وعرض عليه عمل حفل يخصص بالكامل عائده لمستشفى بنها التعليمى الحكومى وكان ماكان ، وبعد ان نجح الحفل وحصدت الجامعة مبالغ هائلة سلمتها لادارة المستشفى وكلها فرح وفخر وجدوا ان من حق الفنان الشعبى شعبان عبد الرحيم ان يكرم معنويا ويعطى شهادة هو لن يعرف قراءتها ولكنه سيسعد بتكريمه على عمل خيرى قام به من اجل الغلابة ومن اجل مصر الوطن . وهنا يبرز التساؤل والسؤال لماذا هذا المجون الاعلامى وماهذا الكم الغريب من تحقير المواطن والسخرية من عباد الله وتقديرهم على قدر علمهم وليس عملهم !! موقف عبد الرحيم موقف انسانى محترم لم يقم به كثيرين من اهل الميديا ومن رجال الاعمال ولامن سياسيين ومشهورين متعلمين اعلى مناصب العلم ، وهو ايضا موقف يشكر عليه لا يذم ويسخر منه، فى الدول المتقدمة عندما يقوم المتبرع بتقديم مبالغ او مساهمات ايا كان نوعها يعطى شهادة تقدير مرفقة بدعوة له لحضور مناسبات لهذه الجهات التى تبرع لها ، وهم لايسألونه عن تعليمه ولا دينه ولا توجهاته فقط يعجبون بانسانيته وخلقه الراقى الذى ترجمه سلوك الحضارى. فى منطقتنا الغريبة الاطوار نبحث جاهدين عن الجزء المهمل فى اى شىء واى شخص واى جهة واى عنوان لكى نبرزه من اجل السخرية والضحك والتضاحك . والغريب ان معظمنا ينساق وراء هذا الهزل وكأننا قطيع يمضى وراء الراعى ولايسأل ولا يتساءل. شعبان عبد الرحيم مهما كان اختلافنا وخلافنا مع مايقدمه من مضمون غنائى الا ان موقفه الاخير يؤكد انسانيته ويقول للكثيرين استحوا من افعالكم ، عبد الرحيم لا ذنب له انه أُمى ولكن له كل الفخر انه انسان يشعر بالام غيره وهموم وطنه كما انه رجل خير ولم يبخل بما لديه من اجل ابناء بلده. كفاكم سخرية من ابسط البشر واكثرهم خيرا للناس فان الله لايحكم على الوجوه ولكن يعلم مافى القلوب ، ونبيه الصادق الامين اكد ان الله يحب من يحب الخير للناس. افيقوا واستقيموا يرحمكم الله والى شعبان عبد الرحيم وغيره ممن يحبون الخير زادكم الله من نعمه .
الوسومشعبان_عبد_الرحيم_كرسمة أبو العينين
شاهد أيضاً
هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…
أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …