حفظت كلمات اغنية رق الحبيب وهى مازالت صغيرة لايتعدى عمرها السبع سنوات ، حفظها وحبها لهذه الاغنية جاء من كثرة سماع ابيها وهى يتغنى بها ويحكى لها ولاخوتها الخمسة عن هذه الاغنية وبأنها كانت سبب معرفته بأمهم ….
كان ابوها دوما يتغنى بهذه الاغنية ويحدث ابناءه عن امهم وعن جمالها الآخاذ وكيف سلبته عقله منذ ان رآها تمر من امام بيته فى حى العجوزة العتيق ، ويقول وهو سعيدا جدا انه نزل مسرعا من بيته ليتعقبها ويعرف اين تسكن وتعيش ، ويعود الى ابيه وامه واختيه ويطلب منهم الذهاب الى بيتها وخطبتها له ، ويظن الجميع انه يضاحكهم لانه لم يكن يؤمن بفكرة الارتباط الابدى وعلى قناعة تامة بمفهوم الحرية المطلقة وبأن الزواج قيد قاتل ، الكل نظر اليه مندهشا ولكنهم كانوا سعداء بتغير وجهة نظره وعلى قدر كبير من التأهب والتطلع لمعرفة تلك التى غيرت مفاهيمه وكيانه كله ……
وعندما سألوه عنها لم يعرف كيف يرد عليهم لانه لايعرف شيئا عنها سوى مكان اقامتها وملامحها الطاغية الجمال والانوثة .ضحك ابوه اختاه على ماقاله ولكن امه طمأنته واكدت له انها ستعرف كل شىء عنها ويتزوجها حتما مادامت تلك رغبته . …
لم يكف هو عن الحوم حول منزلها والوقوف ساعات تحت بلكونة منزلهم علها تخرج ويراها.
ايام كثيرة يأتى ويعود كما أتى ولايراها ويرى نظرات استنكارية فى اعين اهل الحى الكرام ولكنه يخشى ان يسألهم عنها فيرجع بيته حزينا متألما . ووسط احزانه وتراجع اداءه فى عمله كصحفي مبتدىء فى بلاط صاحبة الجلالة يجدها امامه وجها لوجه تسأل عن المسؤل عن صفحة بريد القراء كى تعطيه شكوى وقضية مهمة لنشرها ؛ يطير صاحبنا فرحا ويصطحبها الى زميله وينتظر معها حتى تعطى كل البيانات لصديقه وبدوره يحصل على هذه المعلومات التى فاضت روحه ونفذ صبره من اجل الحصول عليها .
يرافقها حتى مكان اخذها وسيلة المواصلات المؤدية الى مقر سكنها ويركب معها ويطمئنها بأنه لايعاني ولكن مقر سكنه يصل اليه بهذه المواصلة .
تتوالى اللقاءات وتتعمق الروابط ويخبرها بحبه لها وهى تفاجئه بأنها تصنعت موضوع الشكوى ذاك كى تقصر المسافات وتلتقى به لانها وقعت فى غرامه منذ اول يوم رأته فيه متتبعا اياها. واثناء هذا الاعتراف المنتظر تشدو ام كلثوم بصوتها العذب وتغنى رق الحبيب وواعدنى .
وفى نفس يوم الاعتراف تعود له امه تيسره بأنها ذهبت لبيت العروسة وطلبتها من اهلها وهم مرحبون جدا وموعدهم الجمعة القادمة لقراءة الفاتحة واستكمال خطوات الزواج . كل شىء تم بسرعة البرق وكأن الاقدار تعطيه كل السعادة فى اقل وقت ست سنوات عاشهم معها انجبت له فيها هذا الدخر من الابناء والبنات لتتركه بعدها وفجأة الى دار الخلد وتاركة معه كم هائل من الذكريات والحب واغنية رق الحبيب…