التقيت بها صدفة فى واحدة من دار الايتام اتطوع بالعمل فيها ساعات من كل اسبوع علىٌ اخفف من همومى وابتلع احزانى بجو السعادة الذى اعيشه مع زهور نقية لم تقترف ذنبا سوى انها تعاقب بذنب اهلها…
رأيتها هناك جميلة كما كانت ايام الجامعة مبهجة كعادتها ملامحها تعطيك احساس بالرضا وبأن كل شىء مهما عظم سيمضى ويمر ؛ احتضنتها بشدة وتبادلنا الحديث وحكيت لها مشوارى فى الحياة بكل مافيه وبكيت وانا اشكو لها الفقد والغدر ونسيان العشرة ، وكانت ردة فعلها كما هى بأن ما يأتى به الله هو الخير ولابد ان نرضى حتى لانكون من القانطين . …
التقينا كثيرا بعدها وسألتنى هل تتذكرى قديما عندما شكوت لكى قسوة الحياة وقلتى لى وكلك تفاؤل اعملى بنصيحة ابى وهى ( رضيتم نلتم وامر الله نافذ مرضيتوش هلكتم وامر الله نافذ ).. اجبتها بعد الترحم على ابى…
طبعا فاكرة ، فاستكملت حوارها وقالت : انا بأه كنت حاطة المقولة ديه ايقونة حياتى ، انا تعبت كتير اوى حبيت واتجوزت الانسان اللى حسيت معاه بمعنى الحب والحياة وكنت من اول يوم جواز وانا طوع امره وبين يديه ان لم اكن تحت قدميه ، مضت ثلاثة اعوام وانا سعيدة معه ايما سعادة وحملت وصرت اعد الايام والشهور لوصول نتاج حبنا وعندما جاء تغيرت الحياة كلية فقد اصر زوجى ان يحضر امه واخوته البنات لكى يتولوا تربية طفلى لانه لايرى اننى قادرة على هذه المهمة وبان امه واخوته فرحين بالحفيد الوحيد فى العائلة ولن يستطعن الحياة بعيدا عنه ، كلامه لم يكن من قبيل الاستشارة ولكن من كونه قرارا وامرا واقعا وانتقلت اسرة زوجى امه السيدة المسنة وثلاثة اخوات فاتهن الزواج ، ورفضت كل نصائح اهلى بأن اعلن رفضى لهذا الامر واكتفى بان نذهب الى اسرة زوجى يومين فى الاسبوع ؛ كنت ارغب فى اسعاده لاننى احبه ، وبالفعل رحبت بهم ترحيبا مبالغا فيه وتعاملت معهم كانهم اهلى وليس اهل زوجى ، مضى اسبوع تواصل فيه ام زوجى وبناتها ومعهم زوجى للاسف انشاء مايشبه بالمسكر وتحييدى ان لم يكن تهميشى وتحملت لاجد انهم يواصلون خطتهم بابعاد ابنى عنى لدرجة انهم تفننوا بأن يجعلوه لايرضع رضاعة طبيعية وجعلوه يفضل اللبن الصناعى ومن بعدها يطعموه حتى يكره الرضاعة كلية ، صدمتى فيهن لم تكن بقدر صدمتى فى زوجى الذى استقبل شكوتى بالصراخ والتأنيب والجحود لصنيع اهله الطيب معى ، تقوقعت فى مكانى وصرت ابتلع حزنى ويزداد اغترابى فى بيتى الى ان جاء يوم كان فيه ابنى مريضا فطلبت ان اذهب به لطبيب وهنا قامت الدنيا ولم تقعد وهُجِمت من الام وبناتها وباننى فاشلة واريد ان اضيع نقود زوجى على الاطباء وبان الحالة لاتستدعى فالابن يسنن ليس الا ؛ وعندما اصريت على موقفى وحاولت ان اخذ ابنى هجمت على الابنة الكبرى بوحشية واوسعتنى ضربا واحدثت فى راسى جرحا غائرا فجريت الى حجرتى احتمى فيها وقمت بمهاتفة زوجى كى يحضر ويذهب بى المستشفى فوجدته يسبنى ويلعننى ويتوعدنى بكل سىء؛ كذبت اذنى وراجعت الرقم الذى طلبته لعلى اكون اخطأت ولكن للاسف لم يكن هناك ومن رد على هو زوجى وابو ابنى المحموم مع جدته وعماته المصرين على انه يسنن ، مضت ساعة وانا اضمد جراحى واحاول ايقاف النزيف ولااريد ان اشكو لاهلى واطلب منهم مساعدتى حتى لاتزيد الامور سوءا ….
جاء زوجى ومعه تمرجى قام بخياطة جرحى ومضى لحال سبيله تاركا معى زوجى الوحش الكاسر يركلنى بقدميه ويرفض توسلاتى بالذهاب بابننا الى الطبيب لم يوقف هجوم زوجى سوى صراخ متواصل من الخارج معلنا وفاة ابنى لاقع مغشيا على غارقة فى دماء من اثر ركلات زوجى فى بطنى عرفت بعدها انها تسببت فى تهتك الرحم مما جعل الاطباء يستأصلونه حفاظا على حياتى ، وفى لحظة اصبحت بلا ابن وايضا لن اكون اما ..
عندما شفيت جاءت امه واخوته يقبلون يدى كى لا اقول الحقيقة الكفيلة بسجن ابنها واخيهم ، ووجدت نفسى ارفض طلبهم وتقدمت ببلاغ فيه وفيهم بانهم السبب فى وفاة ابنى وحرمانى من الامومة وطلبت الطلاق وهاأنا اقضى عمرى بين دور الايتام اتزود باريج الحياة من القلوب الطيبة وكلما هممت بتبنى طفلا جد ماحدث معى قديما يرعبنى ويجبرنى جبرا على عدم التنفيذ وكلما اعيتنى الحياة وتملكنى الشيطان الرجيم اتذكرك واتذكر مقولة ابيكى رحمه الله رضيتم وصبرتم امر الله نافذ مرضيتوش هلكتم وامر الله نافذ..