الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..جنازات وانجازات..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..جنازات وانجازات..!!

يبدو ان هذا البلد قد كتب عليه ان يمزج فرحه بالحزن ، وان تتحول افراحه الى جنازات ، والمؤكد ايضا وبما لايدع اية مجالات للشك ان تراكمات السنين تظهر بقوة فى مرحلة يحاك لبلدنا السوء بكافة انواعه ودرجاته واشكاله والوانه. حادثة قطار الامس لم تكن بالهينة ولا التى يمر عليها مرور كلمات الشجب والتنديد واطلاق عبارات الترحم والمواساة . فهى كارثة بكافة المقاييس وبعيدا عن استخدام مصطلحات المؤامرة والارهابيين يخططون للنيل منا ومن بلادنا وتغريدة لمطر يتحدث فيها عن مصيبة ستحل بالبلاد ، والاشارة (صافرة )فسرت على انها صافرة القطار ..بعيدا عن كل هذا مهما كانت درجة اقترابه من الصح والواقع ؛ الا ان الشىء الوحيد المنطقى هو تهلهل الادارات الحكومية ؛ وتسيب الوزارات ؛ واستشراء الفساد ؛ وتعاظم الاهمال ؛ لدرجة مخيفة تجعل الكل يطالب القيادة السياسية بالتكشير عن انيابها ، وليس مجرد سن مزيد من القوانين المعطلة بسبب ابن فلان ونسيب علان ؛ لابد من سرعة تنفيذ العقوبات وتغليظها وتجريمها ايضا ؛ والواقع القريب يؤكد نجاح المنظومة الاماراتية فى تسيير وتيسير وتنظيم جميع منافذ الحياة هناك وفرض قوة القانون وآليته فى كافة انواع التعامل وفى كل مكان وكل زمان . لابد ان نعى وتعى حكومتنا انه لم تعد سياسة انتقال الوزراء وتعويض اهل المتوفين والمصابين هى وسيلة التعامل مع الازمات ؛ بل صار من المهم جدا ان توضع حدود تحيط بمنافذ ومخارج واوردة المواطن وتؤمنه على يومه وغده . هل يعقل تحمل هذا التسيب فى معظم الادارات الحكومية والى متى سيمتهن الانسان لمجرد انه لايملك مال او محسوبية او قوة بدنية ؟ هل ستواصل الدولة غض طرفها عن كافة انواع الفساد والفاسدين ؟ هل ستتواصل سياسة تجاهل المهملين والمتسيبين لاهداف فى نفس آل يعقوب كلهم ؟ هل سنترك الاخر ينهش فينا وبايدينا لمجرد اننا لم نحكم ونحسن بناء وترسيخ قواعد بيت الصدق والامن والاستقرار؟
هل ستظل مصر معرضة لمزيد من كلمات الرثاء وعبارات الشجب والترحم على من قتلوا ظلما ؟
الى اى مدى ستترجم مآسينا على انها رصيد لقلة الموارد ونقص الامكانات ؟
الى متى سنعيش ونحن لعبة فى ايدى اعلاميين ومنابر كل همها ان تظل فى مناصبها ولاتملك ادوات دحض الاكاذيب والمواجهة والمكاشفة وعدم القدرة على الظهور الى الرأى العام الا بعد تصريحات وتطمينات تضمن لهم الاستمرار على كراسيهم والعيش خلف ستائر مكاتبهم المكيفة ؟
وايضا نتساءل وكلنا اسى وحزن من المستفيد من تحويل كل لحظة فرح الى مأتم ؟
وبكل الم نطلب من القيادة السياسية ان تكفينا شر المزيد من الجنازات وتتركنا للحظة ننعم بطعم الانجازات .. المرار عالق فى انفاسنا والحزن يقطع قلوبنا ولانملك سوى الدعاء لرب السماء بأن ينجى بلادنا من البلاء

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *