تصوير يازملااااا..
بهذه الجملة كان يفتتح لقاءاته معهم هم اصحابه منذ الطفولة وبها ايضا كان يختتم اللقاءات ويعود على وعد بلقاء اخر . منذ ان كانوا اطفالا وتجمعهم مدرسة واحدة وبيوت واحدة وكبروا كلهم هو قائد السرب كما كانوا يسمونه وقلما ينادوه باسمه اكرم وهم اشرف وكارم ووائل وضاحى وأكمل وامل وتغريد ورؤى ورويدا وفريدة وابتسام ، كبروا معا ودخلوا نفس الكلية وهى الفنون التطبيقية وتخرجوا وافتتحوا شركة انتاج وديكور كل بتخصصه وظلت صداقتهم قوية توجت بزواجهم كلهم من بعضهم البعض ماعدا هو وهى ابتسام لم يتزوجا ولكنهما يحبان بعضهما البعض ولااحد يعرف سبب عدم زواجهما ولكن الكل يحرص من حين لاخر لتحفيزهما على الزواج واكتمال سعادتهما كما فعلوا هم ولايرد احد فقط كل منهما ينظر للاخر ويصمت ..على الجانب الاخر تحرص ابتسام على الاتصال باكرم يوميا صباحا وليلا وهو ينتظر هاتين المكالمتين وبهما تكتمل مراسم يومه وحياته ، اكرم هو الاخر كان حريصا على الخروج مع ابتسام والسفر معها ومهادتها بارقى واثمن انواع الهدايا وكان يعرفها على العملاء بانها توأم روحه وهى تقول عنه انه حياتها كلها ، وبهذه التعريفات تزداد حيرة الكل من عدم زواجهما ، اهل اكرم وابتسام كانوا مستاءين من هذه الوضعية ولكنهم لايملكون سوى اعلان الاستياء والانزعاج الذى يقابله استهانة من اكرم وابتسام . فى يوم من ايام علاقتهما الممتدة كزوج وزوجة منذ سبع سنوات صارحته بانها ترغب فى الانجاب ولاتريد منه اى شىء سوى الموافقة فيقابل طلبها برفض لانه لايريد ان ينجب ابناء يتحملوا هذه الحياة البشعة المملة ، تلح عليه بالقبول ويقابل الحاحها بالابتعاد عنها وعدم الرد على مكالمتها ورسائلها نهائيا وحينما يحاول الاصدقاء اصلاح مابينهما والاهل يعلن اكرم رفضه القاطع لتدخلهم وان مابينه وبين ابتسام هو من حقهما فقط وليس من حق ايا كان التدخل ، تصريحاته المزعجة يقابلها الاهل والاصدقاء بحزن غريب واستنكار لايعوله هو هما وتقبله هى قهرا وحزنا ، الاصدقاء يتفقون على مقاطعة اكرم لكى يعرف خطأه ويصلح ماأفسده ولكنه لايهتم كل مايفعله هو ارسال رسائل لهم يعلن فيها بقاءه على عهده معهم وصداقته مهما كانت ردة فعلتهم وايضا ينهى رسائله بجمله وحشتنى جملتنا تصوير يازملا.. الحياة تمضى وهو مصر على موقفه واصدقاءه مصرين على معاقبته والانقطاع عنه وابتسام تختفى ولايعرف احد مكانها وتحرر اسرتها محاضر وتكلف اشخاص بالبحث عنها ويتهمونه باختطافها ويحقق معه البوليس ويخرج بريئا ولكنه لايرسل رسائل لاصدقاءه ويفض شركته معهم ويعلن لاهله رحيله عن القاهرة واختياره سيناء يعيش فى احد اكواخها للابد وبأنه سيعتزل الحياة وسينتهج نهج الصوفية وسيناجى ربه ماتبقى من عمره راجيا العفو والسماح وبأن امواله التى اكتسبها اثناء عمله سيعيش بها الى حين نهايتها وربما نهايته . بعد اعوام طوال لاندرى عددها يشتاق اليه اصدقاءه ومن قبلهم اهله فيقررون الذهاب اليه فى كوخه النائى فيجدونه هائما على وجهه فى هذا المكان يجرى فى ارجاءه مناديا عليها ابتسام ابتسام وعندما يسألون خادمه يحاول الهرب منهم ولكنهم يجبرونه على الافصاح عما لديه فينبش فى الارض ويخرج منها ثوب لابتسام وثوب اخر لطفلة ليعرفوا انه عندما قرر الاختلاء هنا لم يكن من اجل التصوف ولكن من اجل قتل ابتسام وابنتها ذات الاعوام السبعة التى انجبتها منه وجاءت اليه تخبره بما اخفته عنه وعن اهلها واصدقاءها وانها لاتريد منه سوى ان يواصل حبه لها كما تحبه هى ،، ولكنه يجن عندما يعلم انها لم تمتثل لما طلبه منها وبانها فعلت مايزيد عذاب البشرية ويلتهم قلب ابنته وعمرها فى دنيا يراها ظالمة ومجتمع يصفه بالعاهر الذى يصفق للقادرين ويبصق على اصحاب الحاجة . تحاول ان تقنعه انها لاتريد منه اوراقا ولاثبوتات فهى قد سجلت ابنتها فى البلد الاوربى الذى عاشت فيه عندما علمت بحملها وخافت من بطش اهلها ومن نظرة المجتمع لها التى تراها ظالمة فهى لم تخف علاقتها به ولم تفعل سوى مايفعله الغرب باخلاق الاسلام التى ترى ان الزواج اشهار وقبول ؛ وهى كانت تشهر علاقتها به وتقبله فى حياتها رجلا وحيدا اوحدا .. عبثا حاولت اقناعه فقط بأن يعترف لها بانه مازال يحبها وبان يكون على اتصال بها ليرى ابنتيهما ولكنه لم يظهر لها ماجاءت من اجله بل اظهر له ترحيبه بعودتها اليه ليخطط كيفية نهايتها هى وابنته وبالفعل باتفاق مع خادمه قتلها خنقا هى وابنته ونادى على الخادم كى يدفنهما ولم تدمع له عين فقط قال له يالا خلص بسرعة عشان نصور يازميل . ودفنت ابتسام وابنتها ولم يسأل عنهما احد بل ولم يعرف احد مصيرهما ..تنتهى اعترافات خادم اكرم يقطعها الاخير بصراخ وسؤال اصدقاءه واهله عنها عن ابتسام وعن افتقادها وحزنه على عدم معرفة اين اختفت ..ينظرون اليه وبداخلهم حزن وارتباك ماذا يفعلون هل يبلغون عليه ويفتقدونه هو الاخر ام ينسوا ماسمعوه من الخادم ويشككون فى قواه العقلية كى يحموا صديقهم . تزداد حريتهم ويقطع صمتهم صوتا قادما من وراء التلة يبشر اكرم بعودتها اليه ومعها ابنتيهما …