الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب… تحجر القلوب..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب… تحجر القلوب..!!

مضى على وفاة ابيها سنين كثيرة اكملت ربع قرنا وهى لاتزال تشعر بهذا الكم الجاثم على صدرها من حزن لفراقه وحزنها الاعظم كان لعدم اطاعته له فيما طلبه منها وجعلها تكابر وتكمل حياة لم تكن لها ابدا.

اسماء بطلة قصتنا هذه كانت ابنة وحيدة على ثلاث ذكور لاب طيب القلب فقير اليد يعمل فى مؤسسة حكومية كخدمات معاونة وفى شركة خاصة كموصلاتى كما عرفه الكل هناك ، عمله الحكومى ينتهى فى الثالثة ويعده يتوجه الى الشركة الفخيمة التى يترأسها المهندس احمد دويدار ابن العائلات التى لم يتركها الزمان ولا الحكام فى حالها واخذ منها كل نفيس وغالى الا انها لم تستسلم وتحدت الواقع .

واستطاعت ان تمسك مايمكن التمسك به ويجعلها تعيش فى معيار يقترب مما كانت عليه قديما وان لم يكن يوازيه حرفيا .

ابو اسماء كان راضيا ويقاسمه الرضا زوجته والتى كانت ابنة عمته واولاده الذكور ايضا كانوا سعداء بالتكوين الاسرى راضين بما يحمله ابيهم من عطايا ومنح من زوجة المهندس الى ابيهم كى يجود به على اهله كلما ارسله صاحب العمل الى البيت ليحضر له مظروفا او طلبا او يرسله بأموال..

لم يأتمن احدا غيره عليها وعلى دخوله بيته .

فى يوم لم تنساه اسماء عاد ابيها سعيدا وطلب من امها ان ترتدى اسماء اجمل مالديها لان ست البيت الكبير عندها عيد ميلاد وطلبت منى اجيب الولاد يفرحوا مع ولادها ولما قلتلها الصبيان فى البلد مع ولاد خالهم واعمامهم بيقضوا اجازة نص الساعة وان البنت بس اللى معايا لانى مبسفرهاش الا مع امها عشان بخاف عليها قالتلى خلاص هاتها وتعالى ..

استقبلت اسماء الحوار بامتعاض ورفض لولا توسل ابيها وترجى امها ماذهبت واطاعت ، فى الطريق لم يصمت ابيها لحظة وهو يتلو عليها ماستفعله وماستقوله وكيفية تعاملها وكم الكلمات الراقية التى يجب ان تقولها عندما تلتقى بصاحبة المنزل وابنيها وابنتها صاحبة الحفل والاحتفال ..

لم تهتم اسماء بكل ماقاله ابيها بل انها ودت لو تصرخ فى وجهه وتطلب منه الصمت والعودة بها الى امها.

قطع حديث اسماء مع نفسها اعلان ابيها عن وصولهما وترجله من على دراجته وانزاله اسماء امام بناية مبهرة ودخول ابيها بمفتاح اخرجه من جيبه وهو يضحك ويقول لها انا والبيه والمدام بس اللى معانا المفاتيح حتى الاولاد معهمش مفتاح بيرنوا الجرس والخدامين يفتحوا ليهم ونظر الى ابنته متفاخرا وقال عشان تعرفى بس ابوكى محبوب اد ايه ومسيطر كمان …

اكتفت اسماء بابتسامة باهتة كفيلة بأن ينهى ابيها حواره وهو يسألها عما بها وعندما لم تجبه قال لها ربنا يهديكى يابنتى ويبعد عنك تسلط نفسك وشيطانك ، لترد عليه متهكمة آمين .

تخطو خطواتها فى بيت حديقته فقط توازى مساحة المنطقة التى تقطنها هى وكل الاسر فى بولاق الدكرور ، اما الداخل فلاتوجد مفردات تصفه وصفا كافيا جعلها تصفه بالقصر ، وقعت عينيها على اثنين الاب والابن البكر ولاتدرى لماذا وجدت نفسها فى هذا الوضع الغريب بين اثنين شعرت انهما سيكون لهما تأثير ا واثرا فى حياتها التى تغيرت منذ هذه اللحظة والتى كانت فيها فتاة تبلغ ستة عشرة عاما فائقة الجمال .

لم تظهر اسماء اية علامات انبهار لهذه الاسرة بل بدت وكأنها جزء منها وبأن كل ماتقع عليه عينها معتاد ومألوف..

تلى هذا اليوم اياما كثيرة ولقاءات اكثر اظهر فيهم الابن الاكبر كارم تعلقا باسماء فحبا فتصريحا لها برغبته بانهاء تعليمه هذا العام من كلية الطب والتقدم لها والزواج منها ، لم تحدثه اسماء عن الفوارق الاجتماعية بل طلبت منه الوقوف بجانبها حتى تنهى دراستها الجامعية التى على ابواب الالتحاق بها فى كلية التربية.

يوما اسودا كما قال عنه ابيها وهو يوقظها من نومها وتقف وراءه ام كارم متجهمة حزينة رافضة مااعلنه ابنها فور ظهور نتيجته الجامعية برغبته من الزواج باسماء، الاب يؤكد براءة ابنته ويطلب منها ان تقول ذلك للهانم الا انها اكدت ماقاله الابن وزادت عليه بتمسكها به مهما حدث لينهال ابيها عليها صفعا وركلا وهى لاتتحرك ولاتدافع عن نفسها فقط تنظر الى الهانم وهى تردد سأرد لكى ذلك بطريقة لم تتخيليها لتعلن الاخيرة فصل ابيها وتحذيره من مجرد الاقتراب من الفيلا وتنتزع منه المفتاح وبعد خطوتين تقذفه فى وجهه وهى تقول خليه معاك انا هغير كل حاجه واطهرها منك انت وبنتك .

لم تعد الحياة كما كانت فى كلا البيتين..

فأبو اسماء قاطعها حتى تعود الى عقلها وتأتى معه الى بيت الهانم طالبة العفو والسماح ، والهانم انقلب بيتها رأسا على عقب الابن مصرا على مطلبه والام اكثر اصرارا على تنفيذ اوامرها وبينهما لايعرف كيف يتصرف ويحل هذه المصيبة كما اسماها.

مضى شهرا على هذه الاحداث ليظهر حدث اعظم وهو تقدم المهندس بطلب الزواج من اسماء وسط اندهاش ابيها وكل اسرتها وموافقة اسماء وترحيبها ليقول لها ابيها انتِ بتدمرى بيت كامل وبتموتى قلبك ، مش كده يابنتى ، انتِ بتنتقمى من نفسك مش من الهانم ولا ابنها وصمته على اصرار امه ، ولم تستجب اسماء وتتزوج من والد حبيبها فى حفل اسطورى تتوالى بعده الاحزان بانتحار الابن تاركا رسالة قاتلة لابيه واخرى اسوأ منها لاسماء ويصبح الاب هائما على وجهه حزينا منعزلا لايتحدث مع اى شخص سواه طفله الذى انجبه من اسماء واسماه باسم فقيده اما اسماء فكلما اشرقت شمس وغربت تلوم نفسها لرفضها الانصياع لابيها وكلامه …

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *