وهى طفلة سمعت زوجة عمها وهى تخطط وتدبر لطرد كل أهل البيت من هذا البيت الكبير وتظل فيه لوحدها ، كانت حينها تبلغ من العمر خمس سنوات ولم تكن تفهم معنى السحر والعرافين ولكنها شعرت بخفقان قلبها وبقبضة لم تعرف لها سببا ، مرت شهور وسنوات وهى تشاهد بعين راسها اشياء غريبة تحدث كسماع اصوات فى منتصف الليل يصحو لها كل من فى البيت واولهم زوجة عمها التى تظهر هلعها وبان البيت والعياذ بالله مسكون بالعفاريت ، كانت لاتعلم كيف تتصرف وهل تخبرأبويها وكل الكبار فى المنزل بما سمعته من سنون من زوجة عمها ام تدخر ماستسمعه منهم من عدم اهتمام وربما سخرية وتكذيب .
فى يوم حزين استيقظت كل أسر هذا المنزل على صرخة طويلة حزينة اعقبها سقوط جسد على الارض ويجرى الكل على مصدر الصوت فيجدونه ابنة عمهم الكبرى وهى تنتحب وتهذى بكلمات مفادها انها رأت جن وكان يهم بأخذها معه الى عالم سفلى ، عبثا حاولوا أن يعيدوها إلى الحياة ولكنها أغلقت عينيها إلى الابد وفارقت الحياة لتفتح بذلك باب البيت على مصراعيه للباقين أن يتسرسبوا أسرة تلو الاخرى وكانت أول الاسر عمها وزوجته التى سمعتها قديما بأنها ستعمل الاعمال من أجل أن يصبح البيت لها لوحدها ولابناءها من بعدها .
ولكن بعد موت ابنتها الوحيدة على أربعة أولاد انكسرت زوجة عمها وصارت كهلة رغم أنها لم تتجاوز الاربعين ، كل فترة يخرج من البيت عما يتلوه اخر حتى عماتها اللائى لم يتزوجن اثرن الخروج مؤكدين أنهم إن ظلوا فى هذا البيت فإن حياتهم ستنتهى فيه بلا زواج وربما ينهين حياتهن انتحارا أو كآبة .
أتمت صاحبة قصتنا عامها الثانى والعشرين وانهت دراستها الجامعية ، وصارت تتحدى الكل بالبقاء فى المنزل وخاصة أن ابويها توفيا واخوتها تزوجوا وهاجروا خارج الوطن وارسلن اليها الكثير من الدعوات لكى تلحق بهم ولكنها رفضت ، كل يوم كانت تسمع نفس الاصوات وترى النيران تتصاعد من غرف اعمامها وتخمد كما اشتعلت ، لم تعد تخاف ولم يعد يعنيها سوى التحدى والبقاء ، حدثتها زوجة عمها ذات مرة وطلبت منها أن تترك البيت لأنها تخاف عليها أن تلحق بابنتها فرفضت وقالت لها كل ماعليكى فعله أن تبطلى مادبرتيه منذ اعوام فقد سمعتك وعرفت ماخططتى من اجله ، بكت زوجة عمها وقالت لها لم يعد بامكانى فعل شىء فقدأنتهى كل شى ء، ولم تفهم ماتقصده فسألتها لا لم ينته بمقدورك أن تغلقى هذا الباب ويعود بيتنا كما كان عامرا بالاهل والاحباب ..
ولم تعلق زوجة عمها على ماقالته بل ترجتها أن تترك البيت فى أسرع وقت ، والان لايزال البيت مهجورا لايسكنه احد وكل الناس يتحدثون عن اصوات صراخ ونحيب تصدر منه وفى بيت مقابل تسكن هى وتنظر إلى هذا البيت وكلما سمعت صراخا ترد عليه بصراخ مثله وبعيون شاخصة إلى النوافذ لاتتحدث إلىأحد …