يقولون والعهدة على الراوى أن فى زمن بعيد كان هناك حاكما استطاع أن يسيطر على الكرة الأرضية كلها….
وفى يوم وهو على فراش الموت كان يوصى ابنه كى يكمل مسيرته فقال له : يابني أن الناس إذا شعروا بضعفك استحلوا دمك واستخفوا بك وتعاونوا كلهم على النيل منك فإياك أن تظهر ضعفك حتى وإن كنت تشعر به ، ولابد أن تعمل بنظرية النمل وصاحب الفتن التى سألقنك إياها الآن علك تطبقها كما فعلت انا واستطعت من خلالها أن اظل فى سدة الحكم لآخر رمق فى عمرى واستطعت أيضا أن أشغل العالم عنى واجعله يدور فى فلكى …
يابني الناس نوعان نمل ابيض وآخر اسود وكلاهما يتفقان عليك اذا لم تعلم كيف تحتويهما وتجعلهما دوما يتبعان توجيهاتك.
اعمل بنظرية جمع النمل كله بنوعيه الأبيض والأسود وضعهما فى برطمان ستجد النوعين متآلفين رغم اختلاف اللون لأنهما يدركان انه لاضرر ولاضرار، ولابد أن تكون على يقين بأن اتحادهما ضرر لك مابعده ضرر وعليه تحت لحظة درء الأذى أو الاستفادة الممكنة من هذه المرحلة بهز البرطمان جيدا وستشاهد العجب
فسيتحول المتآلفان إلى أعداء كل منهما يصارع الآخر ظنا منه أنه هو الذى هز البرطمان وحول الهدوء إلى صخب والسلام إلى عداء والأمن إلى فوضى….
ونظر إلى ابنه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ويؤكد عليه على ضرورة استخدام التوقيت المناسب لهز برطمان النمل وتحقيق النتائج المطلوبة من النمل ومن البرطمان نفسه….
ومات الحاكم ولم تمت نظريته بل اتبعها اشاوس العالم الحديث واباطرته واستطاعوا أن يقسموا العالم إلى نوعين من النمل مع اختلاف التسمية والتوصيف …
. فالكرة الأرضية منذ عقود سحيقة وهى برطمان النمل وهناك دوما من يرج هذا البرطمان بعد أن يكون قد علم من نمل ابيض ومن اسود ومن معه ومن عليه؛ ووفقا لقانون الأقوى تتواصل نظرية النمل ببرطمانه بأهداف من يهزونه ويستفيدون من تبعات الهزة وان لم تكن مرضية. .
ووفقا لما أكدته تجارب الحياة والدروس التى تركها التاريخ تدرس ويكتب عنها فإن كل الإمبراطوريات والقوى العظمى انتهجت هذا النهج واستطاعت أن تحقق أهدافها منه بكل يسر وسهولة؛ والآن ومع اختلاف التوقيت والتكتلات والأهداف والنتائج تطورت النظرية وأصبحت تنفذ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع بعض التفاصيل الصغيرة والطرق البديلة ولكن الهدف واحد وهو الاستمرار فى سياسة بقاء الأقوى وتدمير من يحاول الوقوف أمامه….
المسيطر الآن فطن إلى أن قوة الشعوب هى الابقى والأكثر تأثيرا وربما قدرة ولذا فقد وجه قوته لهز هذه الشرائح وجعلها دوما فى حالة تنافس وعداء اجتماعى بل إنه سعى جاهدا ليصل بها إلى مرحلة التشكيك والبلبلة ورفض الآخر وتخوينه.
وبهذه المعاول الحديثة يواصل صاحب الفتن بل قل أصحاب الفتن هز برطمانات النمل ومشاهدة صراعهم وفتكهم البعض البعض مع مراعاة تجديد النمل والبرطمانات أيضا. ….