الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..النسيان..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..النسيان..!!


يوم زواجه كان يوما فارقا فى حياتها فهاهى تسمع الزغاريد وترى الفرحة فى كل مكان ولكنها لاتراه فهى لم تستطع ان تحضر مراسم هذا اليوم الحزين فى حياتها ..

يوم زواج من احبته وكان كل املها ان يرتبطا معا برباط الحياة الزوجية ولكن كانت الاقدار كلها لاتريد تنفيذ ما اراداه معا ، وتزوج هو تنفيذا لرغبة اهله لانه وحيدهم ويريدون ان يفرحوا به ويسعدوا بنسله ولايدرى لماذا لم يرفض من اختارتها له امه فقد كان صامتا راضيا منفذا لمطالبهم وتزوجها واكد لمحبوبته بزواجه انه نسيها ولم تعد فى ذاكرة حبه .

اما هى فقد عكفت على بناء هرم النسيان وزودته بكل مايجعله صلبا قويا استلزم منها بناء هذا الهرم خمس سنوات تحصنت فيهم ولم تتزوج لانها كانت على قناعة بان خطوة زواجها لابد ان يسبقها يقينها بنسيانه تماما خلال هذه السنوات الخمس كانت تعمل على بناء نفسها وصناعة مكان ومكانة لها فحصلت على الماجستير واوشكت على الحصول على الدكتوراه وافتتحت عيادة لها فى منطقتها التى جمعتها بحبيبها السابق الذى لاتدرى عنه شيئا منذ زواجه .

ايام تمضى وشهور وتلتقى بالكثير ممن يعجبون بها ويطلبونها للزواج ولكنها لاتستطيع اتمام الفكرة ولاتدرى لماذا مع انها تقول لنفسها فى كل وقت انها نسيت حبها وحبيبها …

فى يوم شتوى حزين وصفته بالحزين لانها كانت لاتحب موسم الشتاء وتراه دوما حزينا ففيه مات ابيها سندها وقوتها وفيه ايضا ماتت اختها الوحيدة وفى الشتاء الحزين تزوج حبيبها ، فى هذا اليوم من هذا الفصل السنوى الكئيب طرق باب عيادتها بعد ان انهت الكشف وصرفت الممرضة وهمت بفتح دفاترها لتستذكر بعضا من اجزاء رسالة الدكتوراة التى اوشكت على مناقشتها ، فتحت الباب لان من يطرقه كان ملحا مزعجا ، وجدت امامها اخيه من احببته ملامحه تشبه حبيبها الى حد كبير لدرجة انها حسبته هو لاول وهلة لولا ظهور علامات السن التى تؤكد صغر سنه ، لم توضح له انها تعرفه وسألته عن السبب فطلب منها ان تأتى معه بسرعة ، فوجدت نفسها ترتب حقيبتها وتذهب معه دون اى اسئلة ، اخذها فى عربة فارهة وطوال الطريق يدعو ويبكى ، وصلت الى البيت الذى طالما حدثها عنه حبيبها وعن امه وابيه واخيه وعن انتقالها للعيش معهم فى هذه المملكة ، تذكرت كل كلامه وهى تنظر فى اركان البيت وكأنه قد دخلته قديما من دقة وصف حبيبها ، وجدت امامها سيدة مسنة ولكن الزمن لايزال يترك عليها اثارا من جمالها ورفعتها وفى الركن الاخر جلس ابيه رافعا راسه ابيا معلنا للدنيا انه وان كبر الا انه لازال القاضى المعروف الحسن السيرة والسلوك …

هنا ارتبكت هى لانها ادركت ان المريض سيكون حبيبها ولكنها لم تجد زوجة ولا اولاد فتريثت وسألتهم وهى تنتفض من داخلها اين المريض، فاصطحبها اخيه الى غرفة فى اخر الرواق وفتح بابها وقال لاخيه انا جيت ياحبيبى ومعايا الدكتورة اللى انت طلبتها ، نظرت اليه فوجدت ماتبقى منه هزال وجسد مجهد وعيون ذابلة ، اقتربت منه وهى تحاول بكل ماأوتيت من قوة ان تؤكد له انها لاتعرفه ، وسألت اخيه بخبث مصطنع ياترى ليه انا بالذات ؟

لم تنتظر اجابة لانها سارعت بالكشف عليه وطلبت حزمة من التحليلات والاشعات وكتبت له مسكنات انتظارا لنتيجة الاشعة والتحليلات .

ايام قليلة وجاءت النتائج كما توقعتها سرطان فى الكبد ، اخفت عنه وعن اهله نتيجة التحاليل واصبحت لاتفارقه وعلمت انه لم يستمر فى زواجه كثيرا وانفصل بعد اقل من عام لانه لم يستطع ان يعيش مع غيرها وكان يمنى نفسه بالعودة اليها ولكن خوفه من ردة فعلها كان يمنعه من مجرد المحاولة ، طلبت منه أن يتزوجها فطار فرحا عاشت معه تسعة اشهر حملت في توأما…

…وفى يوم شتوى حزين اعترف له بانه انانى لانه كان يعرف حقيقة مرضه ويعرف انها تعلم بتلك الحقيقة ولكنه ارتضى ان يتزوجها مع تأكده باقتراب اجله لانه يحبها واراد ان ينهى عمره معها ، يوم انجاب ولديها كان يوم وفاته فى الشتاء الحزين ، وبعد اقل من عام دخل اخيه الى حجرتها طالبا منها الزواج تنفيذا لرغبة اخيه اولا ولانه احبها ولايستطيع العيش بدونها ..

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *