منذ صغره وهو يسمع اهله ينادونه بأبو الكبر ويفرح ، ويجيب نداءهم وهو لايدرى لماذا ينادونه بهذا الاسم ولاينادون عليه باسمه الحقيقى حازم . وعندما التحق بالمدرسةحضنه ابوه وقال له لما ينادوك فى الطابور اسمك حازم عبد المعطى حجازى ؛ سامع مش ابو الكبر . وضحك الابن ولايدرى كيف تسرب مسماه وطغى على اسمه ووصل الى المدرسة واصبح يعرف بهذا الاسم ويطوى اسمه الحقيقى ولايظهر الا فى الامتحانات والمناسبات .
كبر حازم وتخرج وحاول ان يعمل فى اماكن كثيرة ولكنه فشل فلم يستطع ان يأمره احد فقد كان اى امر له فى سياق العمل يجعله مستفزا عصبيا ، بعد رحلة تنقل من عمل لاخر تعرف على ابنة لصاحب اكبر مؤسسة صحفية كانت جميلة الى درجة ان يتهافت عليها كل من يراها الا هو فقد عاملها بتعالى وتكبر مما جعلها تتقرب اليه اكثر واكثر واقنعته بأن يعمل فى واحدة من مؤسسات ابيها الصحفية ، رد عليها بأنه لايعمل عند احد فهو قد قرر ان يكون مدير نفسه وسينشىء مشروعا خاصا به يموله من ميراثه عن امه رحمة الله عليها .. بينه وبين نفسه كان يتمنى ان تحايله وتقول له انها مصرة على عمله مع ابيها، وصدم عندما سمعته وابتسمت ومضت لحال سبيلها . بعد اسبوع استقبل منها اتصالا هاتفيا جعله يقفز الى عنان السماء الا انه تظاهر بعدم المبالاة وسألها بكبر وتكبر من تكون؟
فأجابته وكلها خجل الم تسجل اسمى انا أميرة .. فرد ومن داخله يطير فرحا .. آه اميرة ازيك ، معلش الزحمة عندى مخلتنيش اسجل اسمك ، خير اؤمرى .. فرحت وقالت انا بصراحة الاسبوع اللى فات كله وانا باكلم بابا واقنعته انك تيجى رئيس زى ماانت عاوز وبابا وافق وعاوز يقابلك بكره ايه رأيك ؟
صمت طويلا لدرجة انها سألته الاتزال معى ؟
ليرد عليها بأنه لايحب ان يفرض نفسه على احد وبأنه شاكر محاولتها ولكنه اكبر من ان يجلس امام من يمتحنه ويمن عليه ، لتتدخل هى وتصيغ عبارات وجمل من قبيل ارضاءه واسترضاءه ليرضخ لها وهو فى داخله سعيد سعادة من كان تائها ووجد امه فى نهاية رحلة ضياعه .
فى الصباح يرتدى اجمل ماعنده ولاينسى ان يضع عطرا فخيما ويخرج مصحوبا بسلامات اسرته ومنطقته والكل بتمنى لابو الكبر النجاح . يلتقى بأبيها فى قصره المنيف ويستطيع بطريقته ان يجعل ابيها يسلم له كل امره ويوليه زمام حياته.. ويعلو نجم ابو الكبر اقصد حازم ويتزوج الابنة وتمضى به الدنيا وهو ينهل من السلطة والمال مايشاء وشاء الله . مع كل هذا العز والجاه لم يكن سعيدا كان ثمة شىء بداخله لايشعره بالرضا وكلما ازداد علوا ازداد كبرا وشعر انه بحاجة للمزيد والمزيد من كل شىء ؛ حتى عندما صارحه الطبيب بأنه عقيم لم يحزن كل الذى طلبه من الطبيب الا يخبر زوجته ولااهلها .
علاقته بأهله كانت علاقة زيارة القبور وكل من على ظهر الحياة يتعامل معه بتأفف وتعالى .
فى يوم وهو على قمة عرش السلطة والغنى جرت اليه سيدة مسنة تدعو له وتطلب منه المساعدة واختتمتها بابنى ..فأقام الدنيا ولم يقعدها كيف لها ان تصفه بابنها وهو رجل السلطة وصاحب المال . نهرها واهانها وامر رجاله بابعادها عن مكان تسولها امام مكتبه الفخيم ومع بكاءها المتواصل امرهم بتركها الا ان نظراتها كانت تقتله وسمعها تطلب من الله ان يذل من ذلها وينزع منه ملكه .
ومضى الى حاله ولكنه لم يستطع ان ينزع ملامحها من ناظريه واصبح يراها فى كل لحظة وعند عودته الى بيته قرر ان يأمر رجاله فى الصباح باحضارها الى مكتبه والحديث معها عن اشياء يختزنها فى صدره .
اشرقت شمس يوم جديد فتحت فيها زوجته الباب عليه تطلب الطلاق لانه كاذب وحرمها من امومتها ووهمها بانها السبب وجعلها ذليلة له خائفة من ان يتركها ، لم تكد تكمل كلامها حتى اقدم ابيها واخويها ومعهم كل الاوراق التى تسلب منه كل ماكانوا سببا فى حصوله عليه ؛ لايستطيع الرفض فهو مهدد برجال ابيها الجهابذة . يخرج من البيت بحقيبة ملابس زهيدة ويحاول ان يعود الى العمل فيجد قرار بفصله وبطلب الى النقابة بتجميد عضويته والتحقيق معه لسلسلة من الجرائم الاخلاقية مثبتة وموثقة ، يعود الى بيت ابيه فى امبابه فيقابل بازدراء من اهل منطقته وبحجرة اخلاها له اخوته المقيمين فى البيت الايل للسقوط . يبحث عنها تلك السيدة التى دعت عليه بزوال ملكه ونزع سلطانه فلايجدها ولم يكن يريد ان يعرف سوى شيئا واحدا مالذى بينها وبين الله جعله يتقبل دعوتها من اول مرة ولا يجيب دعاءه على مر سنين عمره بان لايذره فردا وان ينزع الكبر من قلبه !!!!!