فى بداية حياتى العملية التقيت به امام العمارة التى بها المكتب الذى اعمل به .. ملامحه تجذبك ونظراته تأسرك من مكانه وهو قابع فى الكشك المتاخم لمكان عملى . كلما مررت من جواره اجدنى مشدودة اليه ولاادرى السبب . تجرأت اكثر وألقيت عليه السلام فرد متبسما ووجدت وجها ملائكيا وصوتا يشبه ترانيم السماء . على مدى شهور تزداد تعاملاتى معه واشترى منه الكثير وربما لااكون بحاجة له الا اننى اشترى منه لاتطلع فى وجهه الذى يحمل طلاسم وخفايا استشفها من تلاقى عينى بعينه ..وزادت جرأتى وتوجهت الى الكشك وسألت عن اشياء اعلم تمام العلم انها ليست موجودة عنده ولادرى لماذا فعلت ذلك ربما لاتجاذب معه اطراف الحديث ، فقابلنى بنفس الابتسامة غير المفهومة المعانى وقال لى: مش موجود عندى بس عينيا اجيبهملك ادينى ربع ساعة وانا اجيبهم واطلع لك بيهم المكتب . وهززت رأسى بالموافقة واستكملت طريقى الى عملى وكلى يفكر فيه ويهتم لامره . لم تدم حيرتى طويلا فقد حكوا عنه فى المكتب عندما جاء واعطانى ماطلبته واضاف عليه بزجاجة مياه مثلجة مصحوبة بابتسامة رضا يخبرنى من خلالها بأنها من عنده وبلا مقابل ؛ اعطيته ثمن مااشتراه لى مع اننى لم اكن بحاجة له واجزلت له العطاء ليقابله بعين راضية وبانحناءة شكر وتقدير .فور خروجه من المكتب حكوا حكايته التى يعرفونها عنه وان اسمه بطرس مع انه مسلم . توطدت علاقتى ببطرس الى درجة قوية فتحت لى الباب على مصراعيه لاطلب منه معرفة تفاصيل حياته فقال لى انا غريب ومقيم فى محطة الحياة منتظرا الوسيلة التى سأنهى بها رحلتى ومحطة النهاية . نظرت اليه مؤكدة عدم فهمى لما تحتويه هذه الكلمات فقال لى حزينا : انا رجل نازح من صعيد مصر منذ زمن بعيد او بمعنى اصح انا جئت مصر كما يطلقون عليها فى الصعيد مع ابوايا وكان عمرى خمس سنوات لزيارة اقارب لنا يحيون كل عام مولد لاحد الائمة او للسيدة العذراء لست اتذكر وتهت من ابوايا وتاهت ملامحهم منى وتبنانى رجل طيب يسمى ميلاد وعشت معه وورثت عنه هذا الكشك انا لاادرى من انا فأبى بالتبنى سمانى بطرس وآخرين يقسمون اننى محمد وانهم يشبهون بين ملامحى وبين اسرة الثرى محمد الاتربى فى المنصورة ويعارضهم اخرون ويقولون لا انه يشبه اسرة زين العابدين فى المنيا وهكذا انقسمت هويتى بين الاسلام والمسيحية اذهب الى الكنيسة يوم الاحد والى المسجد يوم الجمعة احفظ ماتيسر لى من القران الكريم وايضا من الانجيل بداخلى حب للسماحة الدينية بغض النظر عمن اكون ويكون دينى واحتار الناس فى امرى وانا اكثر منهم حيرة فأطلقوا على الشيخ بطرس وانا اجدها ملائمة . وقبل ان اسأله عن قناعته ابشخصية بهويته وبأن سنه يؤهله لان يحدد حياته ومصيره وكل شىء قال لى بنفس الابتسامة : ومن قال لكى غير ذلك فأنا قد اجبتك بأننى احب سماحة الدين كما اننى اعيش مع امى بالتبنى وهى ام حنونة الى اقصى درجة فهل اذا تغير دينها تتغير امومتها !!
انا سمح الدين ، مطلق الروح ، انا الشيخ بطرس ….
الوسومالشيخ_بطرس_الدين
شاهد أيضاً
هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…
أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …