الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..السعادة لم تخلق للعظماء!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..السعادة لم تخلق للعظماء!!

لم تكن كليوباترا كما سماها ابيها تعى سر تعاستها وسر تقهقر حظها الى اخر الصف، ولكنها كانت على يقين بأن وضعها من الممكن ان يفسر بجملة: ليس فى الامكان أفضل مماكان ، فمنذ صغر سنها وهى محاصرة بالقلق بدأ باسمها الذى اطلقه عليه ابيها كما عرفت عندما سألت امها عمن اسماها فضحكت وقالت باباكى ؛ وكان فرحان بيكى اوى من كتر حبه فى التاريخ اللى بيدرسه ومن كتر ماكانت كليوباترا مسيطره على تفكيره سماكى على اسمها.. وعندما سألت امها عن اسمها كانت تريد ان تعرف من الذى وضعها فى هذا القدر من السخرية والاستخفاف باسمها وبها ففى المدرسة ذاقت الامرين من الكل بدءا باصدقاءها فمدرسيها حتى عم عبده حارس المدرسة كان يضحك عندما يراها ويقول لها البلمونت طلعت احسن منك ياابله.. وكبرت وكبر معها الاستخفاف باسمها واصبحت تسمع الاستهزاء به كأنه جزء لايتحزأ منها؛ لدرجة انها كانت عندما لاتسمع احدا يهزأ باسمها وبها كانت تستعجب وتتأهب لان يأتى من يضاعف مكيال السخرية والاستهزاء .. من المدرسة الى الجامعة الى العمل وهى تعانى من اسمها واصبحت تعيسة منه وبه . وعاتبت ابيها ورجته ان يوافق على مطلب اجلته سنوات وسنوات وهو تغيير اسمها الى اسم اخر يختاره هو ان اراد ولكن لايكون اسم تاريخى ؛ ويتبسم ابيها ويترك لها حرية التغيير والتبديل شريطة ان تتركه يناديها باسمها الذى اسماه لها ، وتتراجع هى عن تغيير اسمها لاحساسها بأن ابيها حزن من مطلبها ..وتعيش وتتعايش مع اسمها وتمضى بها سنوات عمرها من فشل الى اخر ومن تعس الى تعاسة لدرجة انها لم تتعرف على السعادة ولم تذق طعمها . ويتملكها الحزن من نصيبها ومن وضعيتها فتعود منكسرة مهزومة الى ابيها وامها وتحتضنها امها وتخفف عنها ، اما ابيها فيقول لها كليوباترا ابنتى انتى عظيمة والعظماء السعادة ليست من نصيبهم فهم من يسعون لاسعاد البشرية جمعاء على حساب سعادتهم وعمرهم ، هل تدركين الان لماذا اسميتك كليوباترا لان السعادة لم تخلق للعظماء فكليوباترا كان لديها كل شىء ولكنها لم تسعد وذاقت طعم القهر والانكسار ..ابنتى الغالية عيشى عظيمة افضل لكى الف مرة من ان تعيشى بلا عظمة كبقية البشرية كلها..

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *