الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب… الحرام والحلال..

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب… الحرام والحلال..

منذ الصغر واسمع الكل يحكوا عنه وعن مجونه وعلاقاته وتحذير الاباء لابناءهم بألا يتحدثوا معه ووصفهم له بأنه ماجن يفسد الاولاد والبنات ، كنت كلما التقيه اتحاشى النظر اليه خوفا من ان تحل مساوئه على شخصى الضعيف، كان متزوجا وله ابناء وكان جميل الشكل عيونه زرقاء وابيض الوجه طويل القامة ممشوق القوام ، وكانت زوجته بعيدة عن معايير الجمال ولكنها كانت قوية الشخصية حاكمة آمره ناهية فى اى موقف اذا قالت له اصمت ينهى اى حوار ويلتزم بما قالته التزاما كليا .

كانت حياة هذا الجار غريبة جدا تراه مع زوجته واولاده مثال للرجل المحب لاسرته والخائف عليهم ولكنك تسمع عنه العجب العجاب ولاتصدق ان هذه الشخصية تحمل هذا الكم من التناقض . كبرنا وبالطبع كبر هو ايضا واولاده نالوا من سيرته السيئة نصيبا كبيرا بتأخر زواج ابنتيه وايضا ابناءه الذكور تزوجوا من خارج المنطقة بل من الريف لان من فى المنطقة خافوا ان ينتقل ارث ابيهم من انغماسه فى الملذات والعلاقات المشبوهة الى ابناءه وعليه كان كلما تقدم احدهم الى ايي من بنات الاسر هناك كان الرفض بألف طريقة وطريقة .
البنتان تأخر زواجهما ولولا ان الام استعملت كافة الحيل والطرق والاغراءات مانجحت فى تزويجهما وان كان الزوجان فيهما الكثير من النواقص والعيوب ولكن الام كانت تريد تزويج بناتها والاطمئنان عليهم . تمضى سنوات ويمرض رب هذه العائلة مرضا عضالا يمنعه من تناول الطعام ويجبره على تناوله مطحونا فى الخلاط وبعد تفاقم الحالة اصبح يتناوله فى شكل محاليل ومقويات .. كلما دخلوا عليه وجدوه يبكى وفى يوم سأله ابنه وقد كان زميلا لى وحكى لى انه عندما سأل ابيه عن سر بكاءه هل هو الالم ام الزهق ام ماذا ؟

فبكى بكاء شديدا وقال له .. الحرام ياابنى اللى عملته مخوفنى من لقا ربنا وخايف من الموت . انا عملت معصيات بعدد شعر رأسى ومتوبتش عن الغلط حتى لما كبرت ولما المرض فاجئنى كنت مش مصدق انى خلاص ممكن اقابل ربى فى اى لحظة .. هااقوله ايه واقابله باى وش. وصمت لوهلة ليمسح دموعه وقال انا كنت خايف ليكون عقابى فيكم وتطلعوا زيى ولا البنات يتعمل فيهم اللى كنت بأعمله مع البنات والستات وكل اللى اقابلهم ،لكن الحمد لله ربنا ماانتقمش منى فيكوا ، بس ياترى انتوا هتدعولى بتخفيف العذاب وبمسامحة ربنا ؟

يعود الى الصمت ويقول اخويا عمره مبص يمين ولا شمال وولاده ماشاء الله عليهم دكاتره ومهندسين ومات فى سريره لاحد شاله ولاحطه ، انما انا بأتعذب وخايف وبأهرب من الموت ..وبعد ايام قليلة مات رب الاسرة وودعه اولاده بالبكاء والدعاء واهل منطقته اعادوا الحديث عنه وعن سيرته وعلاقاته ؛ وهى فقط من كانت تدعو بأن تلحق به لانها لاتطيق الحياة من غيره وكلما حدثوها عن الحرام الذى صنعه كانت تقول لهم ولكنه كان يعمل الحلال كله مع اسرته .. بنهاية حياة رب هذه الاسرة تيقنت من ان ليس كل مانسمعه يصف الواقع صدقا ولكنه يصف الظاهر لنا فقط والدليل ان هذه الزوجة احبته وماتت حزنا عليه وهو قد عرف عليها الكثيرات ولكنها أحبت فيه جزء طغى على كل السلبيات وجعلها تعشق روحا يفعم فيها جسد لم ينته عن المعصيات الا بالمرض..

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *