الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..الأصل غلاب..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..الأصل غلاب..!!

أحبته منذ أن عرفت معنى الحب ، فى السابعة عشر من عمرها التقته عند عودتها من المدرسة الفنية التى كانت فى السنة الثالثة والاخيرة منها ، كان سائقا لميكروباص تستقله من ميدان الحلمية الى المسلة موطنها الذي تعيش فيه مع والديهاا وأخوتها الخمسة . فى كل مرة تركب معه يصر على عدم أخذ الأجرة ويخبرها أنه صديق اخيها الكبير رمضان ، وعندما تهم بأن تقول له انها لم تره ابدا مع أخيها ، تتراجع تخوفا من تفسير ذلك بأنها مهتمة لأمر اصدقاء اخيها . ..

نصف عام دراسى وهى على هذه الحال وهو ايضا ، وفى أجازة نصف العام اعتادت ان تراه جالسا على المقهى المقابل لمنزلها ، وفى أحيان كثيرة كان يتلصص النظر الى نافذتها ويبحر فى نهر عينيها ، وأوقات أخرى كان يمشى وراءها ويخبرها بأنها توحشه وانه لم يستطع أن ينتظر حتى تنتهى الاجازة وتعود .

طارت به حبا وأقرت بحبها بينها وبين نفسها وعاهدت نفسها انها ستكون زوجته مهما حدث…

وفى نصف العام الدراسي الجديد اعترف لها بحبه وبأنه لايريد من الدنيا سواها ؛ واتفقا على ان تنهى دراستها ويتقدم لها .

رفض ابوها واخوها هذا العريس واكدا لها انها ستتعب معه ولكنها بمساندة امها استطاعت ان تثنيهما عن قرارهما وتزوجت فارس احلامها وعاشت معه سنوات سعيدة وأنجبت خلالهم ولدا وبنتا ، وظهر ماحذرها منه ابوها واخوها فقد علمت انه يتعاطى ، فى بادىء الامر قال لها انها مجرد سيجارة حشيش لكى يظبط دماغه فى السواقة ، وبعدها ساءت احواله ، وأصبح عصبيا لدرجة انه مد يده عليها مرات كثيرة وترك ابنيها فى رعب شديد من هول المشهد ….

خمس سنوات مضت ويزداد همها وصارت حزينة وملامحها كبرت وهرمت وهو الاخر اصبح مقلا فى عمله ينام طوال اليوم وفى الليل يذهب الى مكان لاتعلمه ويعود اليها فى حالة غريبة من غياب الوعى والضحك الهستيري ، جرت لامها تشكو لها الحال وتطلب منها ان تساعدها فى الحصول على الطلاق ولكن امها تنصحها بالصبر لان حاله سينصلح اكيد خوفا منه على اولاده ، وحاله ظل كما هو بل أسوأ مما جعلها تطرق ابواب العمل كي توفر قوت ولديها وقوته هو ايضا وقوتها ، مرت ثلاث سنوات أخرى وحاله أسوأ من قبل وأمها على نفس رأيها وابيها واخوتها الذكور مترددين من التدخل خوفا من ان تكون مازالت على عهدها به وانها لازالت راغبة فى استمرار الحياة معه .

فى يوم قالت له انها لن تستطيع ان تستمر معه بهذه الطريقة وانها تريد ان تساعده وتعالجه حتى يعود كما كان فى سنين حبهما الاولى ، هاج وماج وعايرها بانها تتعالى عليه لان الاموال زادت بين يديها وبأنها اكيد شايفه ليها شوفه ، وزاد كلامه فعلا وضربها ضربا مبرحا وترك اثارا سيئة على وجهها ، بعد هذه الواقعة أصرت على الطلاق ،ورفض هو بشدة ؛ فأخبرته انها ستخلعه ، وكان رده عليها بانها ان فعلت ذلك فثمنه حياتها وحياة ابنيها …

حزمت أمرها ورفعت قضية خلع فى محكمة الاسرة ، وعندما جاءه الخبر توجه بهدوء غريب اليها ، ونظر اليها حزينا وسألها كيف جاءت لها القوة بأن تعمل هذا السلوك المشين ؟

ولماذا لم تعمل حسابا لكلام الناس الذين سيعايرونه بأنه المخلوع ، ردت عليه وهى تبكى بأنه السبب لانه رافضا للعلاج وايضا للطلاق ، لم تكمل جملتها فقد سدد لقلبها طعنه اتبعها بطعنات ولم يتركها الا وهو على يقين بوفاتها ، وبنفس الهدوء دخل الى حيث ينام ابنه ذو السنوات الخمس وذبحه بنفس السكين ، وخرج الى مدرسة ابنته كى يتخلص منها هى الاخرى ، ولكنه فوجىء بمنعه من أخذ ابنته لان امها ابلغت ادارة المدرسة بأنها رفعت قضية خلع وشددت على انها فقط من تأخذ ابنتها من المدرسة .

عاد الى بيت ابويه حزينا لانه لم ينهِ حياة الاسرة بالكامل ولكنه قال بينه وبين نفسه سأريح ابنتى فى وقت قريب عندما تحن الفرصة ، ولم تحن الفرصة حتى الان فقد ألقى القبض عليه وكان يصرخ ويطلب ممن قبضوا عليه ان يتركوه دقائق معدودة يريح ابنته من معايرة البشرية لها بأبيها القاتل .

عن admin

شاهد أيضاً

أسماء عصمت تكتب..الرحيل ..!!

رحل دون وداع ….رحل دون رجعة ..!!!تركني وحيدة بلا ذكريات …جمعتنا سويا أجمل الصور وشاركني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *