كان لأبيها جملة مهمة ينهى بها أى حوار وحتى حكاياته وهى خلاص الستارة اتقفلت ؛ كانت تضحك عندما تسمع هذه الجملة وتدرك ان اباها وصل لحد النهاية …
كبرت ابتهال وهى تدرك متى وكيف تأخد من أبيها افضل مالديه قبل ان يغلق ستارة الحديث ….
فى يوم حزين كانت حينها فى اولى سنين دراستها الجامعية سمعت أباها يقول جملته المعتادة لأمها تلك المرأة الطيبة ذات الخمسين عاما وأما لاربعة ابناء هى الابنة الوحيدة والباقى ذكور ، جرت مسرعة لتوقف أباها عن اتمام ماعزم عليه ولكنه كان ماردا جبارا مصرا على انهاء أمن البيت وأمانه رافضا أى تراجع فى قراره ، متجاهلا دموع أمها وتوسله بالتراجع عن خراب البيت وتشتيت شمله ، حزم الاب امتعته وترك البيت مع تعهده بارسال نفقة شهرية لهم ، واختفى الاب ولم تقل الام حرفا واحدا عن سبب هذه القطيعة فقط كانت تدعو فى كل وقت وصلاة ولايعلم احدا بماذا تدعو .
كل محاولات العثور على ابيهم باءت بالفشل حتى التحويلات المالية التى كان يرسلها كانت كلها من اماكن لم يعرفوا الوصول اليها ، تولت الابنة الوحيدة أمور الاسرة وكم حاولت ان تعوض امها عن صدمتها فى كبر سنها ، عملت بجوار دراستها وحولت نظام كليتها الى الانتساب حتى تجد الوقت الكافى لرعاية امها واخوتها والعمل ، أعجب بها صاحب العمل وتزوجته رغم فارق السن لانها وجدت فيه طاقة نجاة وايضا بعض من ابيها ، استكمل اخواتها بدعمها ودعم زوجها تعليمهم ووفر لهم ايضا فرص للسفر والعمل خارج الوطن ، حققت لامها امنيتها بالحج ولكنها لم تعد من الاراضى المقدسة ودفنت فيها كما تمنت وارادت ، كل شىء بدا لها مكتملا فقد أدت مهمتها كاملة وهاهى الان تستلم خطابا فيه جملة واحدة اتقفلت الستارة…!!!!