الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..أن تموت حبا..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..أن تموت حبا..!!

لم يكن يدرى ان هذا سيصير حاله ولم يريد ان يكون هذا حاله

.. تلك الكلمات اطلقتها امه على كل من يأتى لزيارتهم ورؤية وحيدها الذى وضعت فيه كل استثماراتها وضحت من اجله بأن تكمل مسيرة عمرها بلا رجل بعد ان طلقها ابيه لرفضها طريقته فى الحياه وتركها لاهثا على متاع الدنيا.
وكان وحيدها لم يتعد عامه الثانى وقررت ساعتها الاتتزوج وتعيش من اجله هو فقط وبتحديها هذ واجهت الامرين من اهلها ورفضهم قرارها لانها مازالت صغيره فهى لم تنهى العشرينات من عمرها وفائقة الجمال وتعمل فى مكان راقى يوفر لها افضل الزيجات واحسنها ولكنها رفضت وقاطعها اهلها لفترة ليست بالطويلة وعندما تأكدوا من اصرارها وايضا حسن سلوكها عادت الروابط الاسرية كما كانت وانتقلت امها للعيش معها ومع الوحيد الجميل اكرم .

كبر اكرم محاط بحنان امه وجدته واخواله وخالاته وفقدان ابيه واهل ابيه فقدانا تاما وعندما كبر شعر بضرورة ان يعرف ابيه ويعرفه ابوه ايضا وساعتها صارح امه التى كانت تخفى عنه انها حاولت مرارا وتكرارا ان تصل ابيه بابنه ولكنه كان يخاف ان يكون سؤالها للمشاركة المادية فلم يرد عليها وكذلك فعل اخوته حتى لاتضعهم فى وضع مواجهة مع اخيهم .
طلب منها ابنها معلومات عن ابيه ولم تبخل عليه وبالفعل عاد ذات يوما من كليته وكان متفوقا فى علوم الطب ويرسم امال تخرجه وعمله ومشاريعه المستقبلية عاد الى امه سعيدا يخبرها انه سيلقاه فى الغد ولاتدرى ساعتها لماذا انقبض قلبها هل لخوفها من ذكرياتها معه ام لخوفها على مجهول سيلحق بابنها ؟
كانت على وشك ان تطلب من ابنها ان تكون معه ولكنها تخوفت من التفسير الخاطىء من الابن وابيه ، اختزنت خوفها واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم واستغفرت الله ليطمئن قلبها
.. وفى الصباح ارتدى الابن ملابسه وطلب من امه ان تصنع له غداء وحلوى ليأخذهم وهو فى طريقه الى ابيه ليأكلا معا وكانت تعرف ان طليقها يعشق المحشى والفراخ المحمرة وصينية الكنافة فصنعت كل هذا واحكمت تغليفه واعطته لابنها الذى كان وجهه يتهلل فرحا مما جعلها تحزن بعض الشىء لهذه السعادة غير المبررة بل انها كانت ترى ان ابيه غير جدير بأى اهتمام من ابنه لانه لم يعره ادنى درجات الاهتمام ولم ينفق عليه ولم يعش معه احزانه وافراحه بعكسها هى من شربت المر من اجله ووقفت صلدة فى وجه كل من سولت له نفسه ان يقترب منها حلالا او حراما.. خرج ابنها وحدثها اخر الليل بأنه سيبيت مع ابيه الذى سمعت صوته يضحك ويقول له سلملى عليها..

لم تنم ليلها وبكت وتقطعت اوصالها حنينا وخوفا على ابنها ولاتدرى سر الخوف الا انه يزداد..

عاد الابن فى الليل وقابلها بجفاء لم تعتاده منه ودخل حجرته فدخلت وراءه وسألته عن سر تغيره فطلب منها ان تخرج وتتركه ينام لانه لم ينم منذ الامس فقد كان يختصر مع ابيه سنوات الفراق الطويلة بحديث عن وعن كل شىء واى شىء افتقداه هما الاثنين ، ونظر اليها وقال على فكرة بابا بيحبك اوى واقسم لى انه محبش ولاهيحب حد غيرك ، وان كل الستات فى حياته فواصل طريق وتكملة وتفريغ رغبات ليس الا..لم تفرح بهذه الكلمات لانها تعرف طليقها تمام المعرفة وتدرك مايعنيه من وراء هذه الاعترافات ..
تواصلت لقاءات ابنها بابيه وازدادت فيهم غربة ابنها وابتعاده عنها وعن كليته واهماله للدراسة ولاحظت انه صار غريب الاطوار دائم الصمت لحد العزلة التامة ، تواصلت مع اصدقاءه وبخاصة حبيبته التى طالما حدثها عنها (حبيبة )ولكنها اكدت لها انه لايأتى الكلية ولايكلمها ولايراها وهى فى حيرة من امرها وفاجئتها بانه استنفذ مرات حضوره فى السيكشن وانه سيرسب اذا لم يتقدم بسبب لهذا الغياب ، جن جنونها واجهته فاستقبل كلامها باستهزاء غريب جعلها تصفعه على وجهه لاول مرة فى عمره .
والغريب انه ظل كما هو وطلب منها ان تغلق وراءها الباب لانه سينام احتضنته واعتذرت له ولم يقابل مشاعرها باى رد فعل عاطفى .. خرجت وقررت ان تواجه من ابتعدت عنه لانها كانت على ثقة بان مصيره معها سيوصلها الى مرحلة لاتحمد عقباها .

ذهبت اليه فى نفس الشقة التى تزوجها فيها فى ميت عقبة وكانت لاتزال تحتفظ بمفتاحها ووجدته ممدا على نفس الاريكة التى شهدت حبهما وخلافاتهما ونفورهما ، لاول وهلة لم يصدق مارآه ولكنه بعد ان استجمع كل مافيه تبسم وقال اخيرا رجعتى ؛ وقبل ان تنفى رجوعها اليه ؛ قال عارف انتى مرجعتيش ليا ولافكرتى عمرك ترجعى ، انتى رجعتى عشان ابنك .. فقالت له ابننا ، فقام من جلسته غاضبا وقال لها لأ ابنك انتى لوحدك انتى اللى اتمتعى بيه وعشتى معاه انما انا كنت بلم النسوان من صفايح الزبالة لانك استكترتى نفسك عليا ، انا اتكتب عليا انى اعيش فى الحرام لانى مقدرش احب غيرك ، واقترب منها وحاول ان يحتضنها ولكنه تراجع وقال لها انتى عارفه ايه اللى صبرنى عليكى العمر ده كله ومقتلتكيش انك متجوزتيش عارفه لو كنتى اتجوزتى كنت هااخسف بيكى الارض.. والتفت عنها وقال : بجد متجوزتيش ليه؟

وقبل ان تجيب وضع يده على فمها وقال لها متجاوبيش خلينى اكمل وهمى وافكر فى كل الاسباب اللى بتودينى لنقطة ان مفيش راجل يملا عينك بعدى.. بكت هى فنظر اليها حزينا وقال كان لازم ادمرك وخليكى تعيشى اللى باقى من عمرك محسورة على ابنك زى ماانا عشت محسور على حرمانى منك . فسألته ماذا فعلت به ؟ والى متى سيظل هكذا ؟ ولماذا ؟
لم يرد عليها فقط فتح لها باب الشقة وطلب منها الا تعود مرة اخرى الا عندما تبلغ بخبر وفاته لانه يريد ان تتلقى عزاءه وتذرف دموعها عليه .. عادت الى بيتها ورافقت ابنها الذى تحول الى كتلة من الثلج وحجر صوان ولايفعل شىء سوى الاكل والشرب والنوم والاعتزال عن الدنيا كلها فى حجرته…

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …