تميل نفسي إلى روح المغامرة وأعشق خوض تجارب حياتية جديدة وأسعى لها دائما..
وأحب التجديد وأكره الروتين بشكل شخصي في حياتي …
..ومنذ فترة كبيرة أقرأ عن وسيلة جديدة في العلاج النفسي يطلقون عليها “السيكودراما” ..
لذلك اتخذت قراري بأن تجربتي الجديدة سأخوضها مع هذا النوع من الدراما العلاجية .
وبالفعل ومنذ أسابيع تهيأت الظروف لحضوري ورشة في العلاج النفسي بال”سيكو دراما” وهذا المسمى يعني العلاج بالفن و الدراما من خلال خطوات تجعلك تخرج مابداخلك من مشاعر واحاسيس وشخوص أثرت في حياتك أو تأثرت بها أو تفاعلت معها وتتجسد هذه الاشياء والمشاعر والاشخاص في افراد حقيقيين في جلسة علاج جماعي يتقمصون ما بداخلك ..
وتبدأ المواجهة بينك وبين مشاعرك واقاربك واحبابك واعدائك المتجسدين بالفعل في اشخاص ماثلون أمامك
تحاكمها وتكشف تفاصيل تفاصيلها وحقيقتها بداخلك وتضع كل منهم في حجمه الطبيعي فتتعافى من بعضها لانه غير أصيل في شخصيتك وتصاحب بعضها لتستكمل معك الطريق لانه من الصعب التخلص منها وتتوائم مع الاخر لكي تسير الحياة .
وشعرت أن هذه الألية في العلاج بمثابة وقفة مع النفس ولكن في وجود شهود اثبات وشهود نفي ومراقب لتكن الوقفة ناجحة ومثمرة ومنصفة .
لأن الوقفة لو حدثت دون وجود شهود وحكام قد تكون غير منصفة لأن النفس تميل أحيانا وتنصف احيانا وتقسى أحيانا على نفسها…!!!
ورأيت أشياءا لم تراها عيني قط وشعرت باحاسيس ومشاعر لم تمس قلبي من قبل وتملكتني تفاصيل كثيرة قررت أن أحياها منذ هذه اللحظة …
تعلمت كثيرا من خلال ورشة السيكودراما وتأكدت أننا مهما بلغت سنوات عمرنا عتيا لانزال نتعلم جديد وجديد ..
تعلمت أننا لابد من تقويم أنفسنا وسلوكنا واصلاح ارواحنا بما يجعل راحتنا في المقام الأول …
تعلمت أن المقاومة في معظم الامور الحياتية قد تصيب روحك بالهشاشه فتنهار…
تعلمت أن المقاومة قد تصيب قلبك بالوهن لانك حملته اكثر من طاقته
تعلمت أن المقاومة قد تنغص حياتك لانك دائما تشعر وانت تقاوم انك مقيد بجنازير حديدية جعلت منك عاجزا واسيرا .
منحتني السيكودراما القوة في محاسبة نفسي ومواجهتها واعطتني مزيدا من التقبل لنفسي وتقبل الاخرين بماهم عليه
جعلتني لا اقاوم اشياء كثيرة كنت اقاومها قبل ذلك.
منحتني قوة في ان ابكي وأن يكون لي الحق في أن تسقط دموعي…
فدموعي ليست ضعف ولكنها دلالة على انسانيتي وانا افتخر بانسانيتي
السيكودراما جعلتني اكثر انسانيه واكثر مصداقية واقل مقاومة.
عرفت من خلالها انني اذا حزنت ابكي.. واذا غضبت اصرخ واذا احببت قلت لمن احبه..أحبك..
علمتني تلقائية المشاعر الانسانية.
علمتني الا اكترث بكلام احدهم اذا وصفني بماليس في
فتلك وجهة نظره وله مطلق الحرية فيما يرى ويعتنق من أفكار..
كما أن لي مطلق الحرية في التعبير عن نفسي بما اعتنقه وأؤمن به ..
علمتني السيكودراما أن أكون حقيقية وليست مزيفة…
علمتني ألا اقاوم فالمقاومة وجع …وأنا لم أعد اتحمل مزيدا من الوجع ….