”أنا اللي طول عمري بصدق كلام الصبر في المواويل “ولم يقف الأمر على تصديقه فقط بل أنني مارسته طوال سنوات عمري على أمل أن بكره أحلى وأن النهار يأتي بعد سواد الفجر الحالك..
صبرت وصابرت وتحملت وتخطيت أزمات عدة استعنت بكل ماقيل في تخطي الاحزان والصبر على الابتلاء
من أمثال شعبية وأيات قرأنية واحاديث نبوية وقدسية… ومنيت نفسي أن الأيام الحلوة جايه…!!!
ناجيت ربي ليلاً ونهاراً… سراً وعلانية..
أقاوم بكل ما أوتيت من ايمان واحارب هواجس اليأس والقنوط.. ..
احب الله وأخشاه وأتمنى لقائه واتحسس خطواتي مخافته
وأمارس معظم شعائر التقرب اليه ….
وتحصنت بثقتي بالله وسخرت من دموعي التي كانت تغالبني احيانا ونهرتها بشدة مخاطبة أياها أنه لايصح ضعفي وبكائي وانا أم ومسئولة عن التكوين النفسي لابنائي ومنح من حولي طاقة ايجابية كما تعودوا مني ذلك..
ثم تراجعت عن عتابي لنفسي لأني عدت بذاكرتي للوراء كثيرا وتذكرت أن سلوكي هذا يلازمني منذ أن كنت طفلة فدائما راضية صابرة منتظرة أن يأتي الغد الأفضل ولكن
لازلت انتظر حتى قارب الانتظار نصف قرن من الزمان ولم يأت بكره الحلو…!!!
بل مايحدث هو العكس
تشتد الأزمة وتتعقد أكثر فأكثر تتضاعف الابتلاءات وتقل الهمة وتُستنفذ الطاقة..
لم أعد قادرة على تحمل مزيدا من الألم أو مزيدا من الوعود بأن الصبر سيأتي بعده جبر
لذلك …
قررت أن أحصل على هدنة من الصبر وأعلن تمردي….
لن أؤمن منذ هذه اللحظة بكلام الصبر في المواويل ولن اتحمل فوق طاقتي ولن أكتم وجعي.
لكم صبركم ولي تمردي لفترة ما
أمارس فيها شعوري التلقائي بالرفض وعدم القبول لما يحدث حولي ورفضي لكل المسخ في حياتي….
اشخاص واشياء وسلوك ووجع وألم..
قد تطول مرحلة التمرد هذه وقد تقصر قد تنتهي وقد تستمر معي إلى نهاية أجلي..
كل ما ادركه إنني بشر ولست ملاكا أو مرسلا من السماء لأهل الأرض ولست ولي من أولياء الله الصالحين كي اتحمل مالا طاقة لي به….