تاجرت سنوات العمر كله معه..
والله ما لحقت بي خسارة مطلقاً فكان دائما المكسب حليفي..
سامحت وعفوت وتنازلت لوجهه الكريم..
أليس هو القائل
« والكاظمين الغيظ والعافيين عن الناس والله يحب المحسنين »
وأحببت وعشقت لله وفي الله..
ومنحت ووهبت وترفعت عن الصغائر ووضعت لحياتي قاموسا خاصا ليس به كلمات كالكره والحقد والاغتياب والنميمة…
أخطأت …
لأني بشر ولكن عن جهل وليس عن عمد..
غضبت ..
وبكيت وضعفت وهانت علي نفسي ويئست أحيانا..
لكن عودتي له كانت أسرع من طرفة عين ..
فأنا لا أستطيع أن أحيا دون أن أستند عليه..
ولجأت لسمائه ..
وتوسلت له أن يقبلني لديه عبدا تائباً عائدا كلما ألجأ إليه..
فليس لي سواه فهو السند والنصير..
سمعني..
و قبلني..
وأصبح هناك خطاً مفتوحا بيني وبينه ودائما ما يرسل لي مايطمئني ويهدهد قلبي وروحي..
أناجيه بهمسات في الليل مخلصة النية وواثقة في رحمته وغفرانه وجبره ..
ويسمعني..
ويعلم علم اليقين أنني أحبه حبا لامدى له
فهو علام الغيوب ويعلم مافي الصدور
التمس..
طاعته ليس خوفا من ناره ولكن حباً لذاته
اليس هو مالك الملك الرحمن الرحيم جابر كسرنا وغافر ذنبنا هو الذي سخر لنا الكون بكل مافيه ليكون طواعية لنا..
أعتز بكل يوم أنقضى في رحلة الخمسين عاما الفائتة من عمري…
وقعت ووقفت منتصبة القامة ووقعت ووقعت ووقعت ووقفت ثانية وثالثة وأعتز جدا بكل وقعاتي وانهياراتي
لولاها ماكنت أنا وماكانت خبراتي وماكانت نجاحاتي القليلة جدا والتي أعتز بها وأعشقها عشق روحي لأبسط الأشياء..
كالمطر
والليل
والطيور في السماء..
لقد منحتني قوة ياالله تفوق قوة الجبال
وعلمتني دروسا تتخطى أضعاف سنوات عمري الماضية..
وأعطيتني دون أن أسألك..
فلك الحمد ولك الشكر ولك الحب كله سواء منحتني ما أحلم به واتمناه أو لم تمنحني..
فأنت تعلم الخير وأنا لاأعلم..
فأكتب لي ماتراه خيرا لي ورضي قلبي وروحي به..
غفرانك اللهم ورحمتك ورضاك..