اعتاد ابنائي استخدام شاحن الموبايل الخاص بي لسببين ..
أولهما لأنه شاحن سريع ..
أما السبب الثاني أن شواحنهم تفقد صلاحيتها في وقت قياسي قد يكون بضعة أشهر لأنهم يستخدمونها بشكل سئ ..
وعندما أوجه لهم لوما بسبب سوء الاستخدام للعديد من الأشياء الخاصة بهم ومنها شواحن الهواتف
يكون الرد دائما :ياماما ..
كل حاجه في الحياة ليها عمر افتراضي..!!
وأنا لازلت متمسكة بوجهة نظري ..
حقيقة أن كل الاشياء في الحياة لها عمر افتراضي ولكن بالتأكيد أن سوء الاستخدام لهذه الأشياء وعدم صيانتها بشكل دوري يساعد على “تقصير عمرها “ حتى لو كانت جماداً..
مكوناتها حديد أو خشب أو بلاستيك أو حتى صاجا ..
فمابالنا بالإنسان ..!!
اللحم والدم والروح والقلب والمشاعر …!!!
مفردات أكثر إحساسا ورقة وتأثرا بالطاقة السلبية التي تفرزها الحياة يوما بعد يوم .. ووجدت نفسي أتامل …
وأسأل نفسي كيف نشحن أجسادنا وأرواحنا ومشاعرنا كي تستطيع استكمال مشوار الحياة ..!!
وكيف تتم الصيانة لهذا الجسد بشكل دوري حتى لا ينفذ شحنه وهو لايزال على قيد الحياة ..
من المتوقع أن معظم الأشخاص لايلتفتون إلى ما اتحدث عنه أو ينظرون إليه بعين الاهتمام ولهم كل العذر …
لأن زحمة الحياة ومسئولياتها وهمومها لا تسمح لهم بذلك ..
فهم يعتبرون ما أقوله “رفاهية”
رغم أن حديثي في صميم أساسيات الحياة النفسية الجيدة التي تساعدنا على استكمال الحياة بكفاءة عالية…
لا أدعي أنني آمنت بصيانة وشحن الروح منذ زمن بعيد ولكن ..
تقريبا منذُ العشر سنوات بدأت في شحن روحي وجسدي ومشاعري كل فترة كي استطيع أن استكمل المشوار وكلما شعرت أن بطاريتي النفسية اقتربت من النفاذ أسرعت واحضرت الشاحن السريع وقبل أن تصل كفاءة البطارية للربع ..
شواحن النفس الإنسانية مختلفة ومتنوعة
فكل روح وجسد لها شاحن خاص بها ومن السهل جدا أن تتعرف على نوع الشاحن الذي يساعدك على الاستمرارية ..
فالبعض الشاحن الخاص به هو مساعدة الآخر وإدخال البهجة على روحه ..والبعض يشحن نفسه بطاقة الحب الداخلية التي يوجهها لأحبابه دون مقابل”الحب غير المشروط”وآخرين يشحنون أرواحهم بنزهة لطيفة..
أو بتجربة إنسانية جديدة..
أو بتناول الغداء في مكان ما ..يحبه يحمل له ذكريات سعيدة
من يريد أن يستكمل حياته بكفاءة عالية فعليه أن يبحث عن الشاحن المناسب لشخصيته وجسده وروحه ..
كي ينعم بمشوار حياته ..