الرئيسية / مقالات / أسماء عصمت تكتب…سكرين شوت…!!!

أسماء عصمت تكتب…سكرين شوت…!!!

”إسكرين شوت“ مصطلح إنجليزي الهوية نتداوله بكثرة في حياتنا اليومية بل أنه أصبح أحد المصطلحات الأساسية في روتيننا اليومي المرتبط بعالم السوشيال ميديا…

وللأسف هذا المصطلح البسيط جداً والذي لاتتعدى حروفه ثمانية أحرف ولا يتجاوز معناه اللغوي كونه لقطة للشاشه تحول من كونه أخذ لقطة لحالة أو بوست أو تويته أو صورة على الانستجرام ليصبح دليلاً لإتهام البشر ووصفهم بصفات أو وصمهم بتهم لاحصر لها…!!

أو الإمساك بهم متلبسين بالسعادة أو متهمين بالتفاؤل واحيانا الاسكرين شوت يكون دليلاً دامغا على أن صاحبه يرتكب جريمة الحب التي يستهجنها المجتمع المتدين بطبعه!!!!

فالسعادة والحب والتفاؤل أمور مستهجنه ومرفوضة لدى البعض من رواد شبكات التواصل الاجتماعي..
أما التسابق في التلصص والتهكم واغتياب الآخرين أمور محمودة جدااا…!!!

وفي ظل جمهورية السوشيال ميديا تخلينا عن كثير من انسانيتنا وتسابقنا في احراز السبق في تداول وتناول أخبار وأحوال وصور الأخرين حتى ولو كانت غير حقيقية أو كاذبة كذب بيّن ..

أو طالها تقنية الفوتوشوب أو حتى كانت حقيقية ولكنها أمر خاص لا يهم إلا صاحبه ونشرها على نطاق واسع مع التأويل والتلميح والإسقاط وبذل مجهود كبير في توضيح صورة أو حالة لانعرف ماورائها… قد يلحق ضررا بصاحبها …

وكل يوم يسجل الملايين من أصحاب الهواتف المحمولة لقطات شاشة متتابعه لترويجها على صفحاتهم وداخل العديد من الجروبات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي لكسب مزيد من المتابعين واضافة انتصار شخصي جديد في عالم السوشيال ميديا…!!!

بصرف النظر عما ستحدثه هذه وتلك” الاسكرينات شوتات“من ضرر وآذى للآخر…

تناسينا عن عمد أن الكلمة نور وبعض الكلمات قبور..
وبدأنا نروج حقائق واكاذيب وافتراءات دون البحث عن ماهية مانروج ومامدى تأثير مانروج على الاخرين ..

لا يحدث هذا في العالم الافتراضي فقط بل أصبح هذا السلوك في حياتنا الواقعية ايضا ..
فبمجرد أن نرى شخصاً لايتوافق سلوكه أو ثقافته او معتقداته معنا اخذنا له لقطات من حياته وبدأنا نروج لها بين الناس وننعته بأحقر الصفات ونتهمه باتهامات ضالة لا تمت لواقعه بِصِلة ..

متخذين من الاسكرين شوت الذي التقطناه لموقف من مواقفه الحياتيه”أصل أنا شفته بيعمل كذا“دليلا دامغا على أنه فاسد وفاسق وفي بعض الاحيان نتهمه بالكفر ونقيم عليه الحد بعد أن نصبنا انفسنا حكاما وامسكنا بايدينا ميزان العدالة..!!

متناسين أننا جميعا بشر نخطئ ونصيب وأنه ليس من حقنا الحكم على اخرين لأننا لانملك الصورة كاملة وليس من حق أحد أن يحكم على أحد فجميعنا لولا ستر الله لكان هناك أحاديث أخرى تطال منا.
فالمُلكُ للمالك..

للأسف وسائل التواصل الاجتماعي افقدتنا كثيرا من انسانيتنا وجعلتنا مجرد آلة فاقدة للاحساس والشعور نلتقط ونتهافت على تحقيق السبق في الحكم على الاخر وفضحه…!!

فلنتوقف قليلا عن التقاط مزيد من الاسكرين شوتات ولنقف طويلا مع انفسنا في محاولة لاسترجاع انسانيتنا التائهة …

عن admin

شاهد أيضاً

هبه علي تكتب.. اغرس شجرة .. تصنع حياة..!!

في ظل مانعاني منه اليوم من تغيرات مناخية متطرفة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *