عِشرة بوابتك للحياه
أشكو إليك أنا وقومي قلة حيلتنا وضعف نفوسنا…
لقد اشتدت الأزمة ورغم أننا نعلم أن مع العسر يسر إلا أن العسر طال أمده وامتدت أيامه واحيانا نشعر أن اليسر ضل طريقه وهو أتٍ إلينا…!!!
ورغم قولك في كتابك العزيز “لاتقنطوا من رحمة الله” إلا أن الياس تسلل إلى قلوبنا أنا وقومي وقد أصابتنا هشاشة الإيمان وخوار النفوس، التي لو تذكرت مافات لتأكدت أن الفرج قادم لامحالة …
هذا وعدك الحق “سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا”
اللهي
أنا وقومي قليلي الحيلة وبعضنا لايملك حيلة
ورغم أنني أعلم جيدا أنك وعدت قليل الحيلة رزقا واسعا حتى يتعجب من ذلك اصحاب الحيل لكننا لانستطيع صبرا رغم أنك أمرتنا “صبر جميل”
الوباء الم بنا والموت اقترب من ديارنا وبدلا من أن نطلب العفو والعافيه تملكت منا حالة مزرية..
اصابتنا قساوة القلب وسوء الخُلق وفجاجة الحديث ووقاحة الكلمات
احاديثنا تميزت باللغو والتهكم والنميمة والاغتياب…
نصٌبنا من أنفسنا حكام على أخرين وحاكمناهم واصدرنا احكاما بالجلد والشنق وحرمانهم من رحمتك ..
حاشا لله…
فأنت مالك الملك تُعذب من تشاء وترحم من تشاء.. تعطي وتمنح ..تهدي وتضل ..
لم نكتفي أنا وقومي بذلك بل استحضرنا اياتك بما يتناسب مع مايخدمنا من مصالح..
فإذا كان الأمر يمس ذنوبنا التي اقترفناها قلنا قولك الكريم :
” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ”
وإذا كان الأمر يخص من لا نحبه ولانميل إليه ونختلف معه في الرأي قلنا قولك الكريم:
“إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”
يا الله
أنا وقومي استدعينا محكمة الأخرة قبل موعدها الذي لايعلمه إلا أنت ..
وانزلنا احكامنا على من حولنا واتهمنا البعض بالصلاح واخرين بالطلاح رغم أننا كلنا عيوب لولا سترك الجميل ولو رفعت عنا سترك لأصبحنا عرايا إلا من الذنوب…
ربي
أغفرلي وأعد لي ولقومى صوابهم وأهدهم ولين قلوبهم واعفو عنهم وارحمهم ..
ربي …
أنزل على نفوسنا الصبر الجميل والخلق الحسن والتدبر والتفكر وأعد الينا الرشاد والصواب.
فأنت الله العفو الغفور الكريم الرحيم
سبحانك القادر وغيرك لايقدر..
