أميل إلى الوجوه البشوشة المبتسمة دائما واستبعد الوجوه العابسة قاسية الملامح منزوعة الرحمة من حياتي ، لدرجة أنني لا أتعامل في أموري الحياتية مع أصحاب الوجوه “الكِشْره”، كما أنني لا أ ؤمن بالحس الشعبي عندما يشبة الضحك من غير سبب بقلة الأدب، فالوجه المتبسم يمنحك طاقة أيجابية كبيرة، علاوة على أن الابتسام والضحك يزيد من نسبة الدوبامين في المخ هذا الهرمون الذي يلعب دوراً رئيسياً في الإحساس بالمتعة والسعادة ولو كان الضحك ناتج عن قلة الادب كما يخبرنا الحس الشعبي لما قال رسولنا الكريم “تبسمك في وجه أخيك لك صدقة”.
فيؤثرني من يبتسم واذوب فيه عشقا وتربطني به حالة جميلة ومختلفة .
لذلك.. لم أنس ملامح وجهه شديدة الجمال منذ أن قابلته وتسللت ابتسامته إلى قلبي لتسكنه، فعشقت ملامحه ورغم أنني لم التقيه سوى مرة واحدة في عمري كله إلا أنني أبحث عنه في كل الوجوه التي التقيها طوال العشر سنوات الماضية..
كان اللقاء بيني وبينه صدفة في أحد مراكز الاشعة وكان هو الدكتور الفني المسئول عن اجراء اشعة الرنين المغناطيسي على المخ,ولان هذه الاشعة مزعجة للغاية فعند انسحابي لداخل الجهاز تتملكني حالة من الضيق البشري وكثيرا اغالب نفسي بابتسامة خفيفة لاقاوم خوفي ووجعي خلال دقائق اجراء الاشعة التي أجريها بشكل دوري كل عام .
تم تجهيزي واصطحبني المسئول وصعدت عبر درجات ثلاثة الى الجهاز لألقي بجسدي داخله مستسلمة للخبطات العنيفة التي تسلط على رأسي وتوجعني وتزعجني واغمضت عيني استعدادا للمعركة التي ستتم داخل هذه الاسطوانه المغلقة وبدا الجهاز يتحرك للداخل استعدادا لبدء جولات المعركة مابين راسي وخبطات الرنين.
فجأة وجدت نفسي أنسحب للخارج ثانية فتحت عيني لاعرف ما السبب وهل هناك عطلا مفاجئا بالجهاز وراودتني المخاوف الكثيرة في ثوان قليلة هي مدة اخراجي من الجهاز بعد دخولي.
نظرت لاجد الدكتور المصاحب مبتسما..
فسألته متعجلة الجواب ..
في حاجه؟
قأجاب :ممكن أطلب طلب؟
فقلت:تفضل .
قال:ممكن تضحكي عشان الصورة تطلع حلوة..!!
لا استطيع ان أوصف لكم شعوري في هذه اللحظة وخوفي الذي تبدد ووجعي الذي ذاب على اعتاب ابتسامة هذا الرجل وعبارته السحرية ودخلت الى الجهاز ثانية واجريت الاشعة ولم أشعر في هذه المرة بما كنت اشعر به من قبل .
فالابتسامة ياسادة تقتلع الخوف من داخلنا وتذيب الوجع وتمحو الألم .
وسألت هذا الشخص عن اسمه وعلمت أنه “نبيل”
انصرفت ولازلت حتى الان اتذكر ملامح ذلك النبيل ولاتفارقني ابتسامته التلقائية البسيطة المليئة بحب الحياة والتسليم بقضاء الله وقدره
لهذه الأسباب أحب النبلاء وبالتحديد ذلك النبيل .
الوسومالنبيل_الرنين_الدوبامين
شاهد أيضاً
هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…
أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …