الرئيسية / غير مصنف / أسماء عصمت تكتب..خيانة الذات..!!

أسماء عصمت تكتب..خيانة الذات..!!


طوال أعوام كثيرة وعلى مدار خمس عقود وهي سنوات عمري ،كانت ابجديتي وقاموسي الخاص لايحمل سوى كلمات (نعم ،حاضر،طيب،تمام)
كلمات مريحة جدا لمن يقعون في دوائرك الاجتماعية والانسانية، لكنها أشد الكلمات قسوة وأذى على ذاتك ونفسك وروحك..
خاصة أنه في كثير من الأحيان تضطر أن تقول هذه الكلمات رغما عنك ، كي يمر الموقف بسلام أو من أجل أن تسير المركب ،ولكن الموقف يمر ولا يكون السلام هو عنوانه..

بل يطالب من حولك بالمزيد من النعم والحاضر ، دون مراعاة الضغوط التي تعيش فيها..
حتى المركب تسير لمسافة قصيرة وتتوقف بعد أن يعتريها كثير من التصدعات التي تؤثر على كفاءتها فيما بعد وقد تغرق وهي تسير في منتصف الطريق..


واكتشفت..

بعد كثير من التجارب والمشاهدات الحياتية أن كلمة (لا)في معظم المواقف هي العلاج الأساسي لتعافي الجسد وشفاء أمراض مزمنة قد تكون لحقت بك نتيجة قاموسك القديم …
وتبين أن (حاضر ،طيب،تمام)جميعها ماهي إلا كتمان لما بداخلك من آنات وآهات عجز اللسان عن قول غيرها ..
ومابين عجز اللسان وآلم الروح والنفس وكتمان الوجع وتوهان الذات ، يتحدث الجسد بلغته الخاصة جدا ، ليتمرد على سكوتك ورضاك بظلم الآخرين لك وتجاوزهم حدودك فيصرخ في وجهك ليشعرك بغضبه منك..
وتأتي الصرخة في صورة مرض جسدي مؤقت أو مرض جسدي مزمن ..
صداع ..آللام في العظام، التهابات بالمعدة، أورام سرطانية ،فكل جسد يصرخ على قدر آلم روحه وذاته..
الأمر ليس بالهين ولا البسيط
فالجسد له أبجدية خاصة به ..
يشكي ويبكي ونحن لا ندري وهذا ما أكدته كثيرا من الدراسات والكتب التي افرد لها كثير من الباحثين دراسات مطولة وأبحاث…

كتب

”جابور ماتيه” الطبيب النفسي المجري في أحدث كتبه الذي يحمل عنوان ”عندما يقول الجسد لا”
اذا مُنعنا من تعلم قول لا ..
قد تضطر أجسادنا إلى قولها نيابة عنا في النهاية ..وأضاف
كلنا ينكر ذاته أو يخونها بدرجة أو بأخرى وبطرق هو في الغالب ليس واعيا لها.
الطبيب النفسي يقدم للبشرية روشتة بسيطة جدا تضم سبعة مبادئ هامة وضرورية تساعدك في معظم الأحيان على تخفيف الألم الجسدي ومع بعض الاشخاص تساعد على الشفاء من أمراض جسدية لحقت بك جراء ماتعرضت له من ضغوط نفسية ..
يقول “ماتيه”
اول هذه المبادئ
القبول
وهو التعاطف مع الذات وقبولها ولا يستلزم القبول أن نستسلم لاستمرار الظروف التي تزعجنا .
والثاني هو الوعي
فمن يسعى للشفاء عليه استعادة القدرة المفقودة على الإدراك العاطفي للحقيقة والوعي بها..
وياتي الغضب ليكون ثالث المبادئ ..
فمن خلال الدراسات التي أجريت على مرضى السرطان تبين أن قمع الغضب عامل خطر رئيسي لانه يزيد من الضغط الفسيولوجي الواقع على الجسم ..
وتقول إحدى شخصيات وودي آلن_ المخرج والممثل الامريكي_ في أحد أفلامه “انا لا اغضب ابدا ،ولكن اربي ورما بدلا من ذلك”..
ويذكر

“ماتيه”في روشتته العامل الرابع في الشفاء وهو الاستقلالية..
فيقول يجب أن تكون مستقلا في مرضك فالمرض ليس له تاريخ فحسب بل انه يحكي تاريخا وتتويج لحياة كاملة من النضال من أجل الذات
فالاستقلالية هي انشاء مركز السيطرة الداخلي .
ويأتي التعلق في الترتيب الخامس
والتعلق كما يعرفه “ماتيه” هو حلقة الوصل بيننا وبين العالم
فالاتصال مع الآخرين أمر حيوي للشفاء
وأثبتت العديد من دراسات الطب النفسي
أن الأشخاص الذين لا يمتلكون صِلات اجتماعية “الوحيدون”هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض والأشخاص المنعمون بدعم عاطفي صادق يتمتعون بقابلية أكبر للشفاء بغض النظر عن المرض..
ثم بعد ذلك يأتي تأكيد الذات
فلابد من الإعلان للعالم ولانفسنا أننا موجودون وهذه هي هويتنا..
وينهي

“جابور ماتيه”الروشتة بالإقرار
فيقول :ثمة قيمتان اساسيتان يمكن أن تساعدنا في الشفاء إذا احترمناهما
الاولى اقرارنا ذاتنا المبدعة
الثانية اقرارنا بالكون نفسه فنحن جزء من الكون خلقنا من تراب لكننا تراب مفعم بالحياة ..
الى هنا انتهى الطبيب النفسي “جابور”من استعراض طرق علاج نفسك بنفسك فعليك فقط
بالاقراروتاكيد الذات والتعلق والاستقلالية والغضب والوعي والقبول وتصبح متعافيا سليما صحيحا تعيش الحياة بجودة عالية ..
لا تخشى أن تقول كلمة لا في وجه من يوجهون لك آذى ..قل بفيك لا ..
قبل أن يقولها جسدك ..
حمد الله على سلامتك …

عن admin

شاهد أيضاً

أسماء عصمت تكتب..الرحيل ..!!

رحل دون وداع ….رحل دون رجعة ..!!!تركني وحيدة بلا ذكريات …جمعتنا سويا أجمل الصور وشاركني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *