بداخلي
ما يحفزني بين الحين والآخر على خوض تجارب حياتية مستمرة لاكتساب مهارات جديدة ..
هذه المهارات المكتسبة عادة ما تلون أيامي بألوان زاهية وتجعلني ابتهج في زمن عزّ فيه الابتهاج…!!!
ومن المهارات الحديثة التي اكتسبتها واعتبرها أهم انجاز دنيوي تحقق في سنوات عمري الأخيرة
أنني نجحت
– بعد ممارسة العديد من التمارين الروحية والنفسية– أن «أشْطُب» كلمة «زعل» من قاموس حياتي لإنها من أكبر المنغصات ..
كما أن «الزعل»من الاشياء التي تصيب قلوبنا وارواحنا بغصة قد يتبعها وجع وألم ومرض نفسي وجسدي..
وكانت أولى الخطوات في سبيل تحقيق ذلك…
أن تكون احلامي وامنياتي
هدف ثابت وليس هدف متحول ومتبدل
كأن يكون هدفي السعادة ذاتها لأنها قيمة ثابتة ولها محددات
ولا يكون هدفي انسان يقودني إلى السعادة لان الانسان تحكمه مشاعر وتقلبات مزاجية غير ثابتة ..
وبحثت
بداخلي عن أسباب السعادة والبهجة وتوصلت اليها وأمسكتُ بها….
فأنا
اعشق السفر والبحر وأن أطيل النظر للسماء ليلا ومتاجاة ربي
وتسعدني رسائل الله التي تأتيني بين الحين والآخر
يبهجني
تناول فنجان من القهوة فاتحة اللون بدون اضافات بصحبة رفيق روح صادق قريب إلى قلبي تَجْمَعُنا ساعات الحديث في« ولا حاجه» لكن الحروف والكلمات البسيطة تعني أننا معاً«بنسند بعض»
نتشارك ابتسامات وضحكات صادقة خرجت لتوها من قلب آحدنا ووصلت لقلب الآخر دون تكلف أو عناء
نتبادل
أحاديث عشوائية غير مرتبة خُلِقت للتو وليدة الموقف لايشوبها كذباً أو لوع ولا تتصف باللف والدوران
ويبهجني
قعدة حلوة بين شلة أصحاب احاديثها لاتخلو من الصراحة والرغبة من كل طرف من اطراف الجلسة في التهوين عن الآخر وادخال البهجة لروحه
ويبسطني
خير تقدمه دون أن تنتظر مردوده لأنه حتما سيعود في وقت لاحق وفي مكان وزمن آخر..
فالمقولة تؤكد «الخير يعود إليك»
ويسُرني
أن أجالس شخصا يحتاج لعوني نفسيا أو إنسانيا وانجح في أن أزيل غصة في قلبه أو أخفف آلماً تسلل إلى روحه..
ونجحت ….
في ألا أبالي بأسمائهم أو صورهم ولكنني أصبحت اتعامل مع ارواحهم وقلوبهم ومن يثبت فساد روحه وقلبه لا اغضب منه أو أصاب بال«زعل»
ابتعد فقط
واستبدل
روحا بآخرى وقلباً بآخر.. لأن هدفي ثابت وهو أن أعيش حالة ستقودني للسعادة..
قد تكون هذه الحالة مع «س»أو«ص» أو «ن»
أصبحت لاتعنيني الأسماء بقدر ماتعنيني الارواح والقلوب التي تشبه روحي وتؤنسها ..
فالله لم ينظر إلى صورنا بل نظر إلى قلوبنا وهذا يؤكد صحة ما أسعى إليه واتمناه..
لم أعد أبحث عن ملامح ووجوه أو القاب أو أسماء بعينها
أصبحت أبحث عن حالة اسكنها لتكسبني مزيدا من السلام النفسي وتَهِبُني الحياة وتباعد بيني وبين الزعل الذي لم يعد من مفردات حياتي
جميلُ
أن نظل نتعلم حتى الموت
والأجمل
أن نكتسب مهارات جديدة يوما بعد يوم
كي نستمتع بماتبقى لنا من ساعات أو أيام أو شهور أو سنوات على الأرض
فطوبى لمن يجتهد
ويسعى
ويُسْعِد روحه ….