منح الله “الفِيل” العديد من السمات لتؤهله أن يكون حيواناً متميزاً وخارقاً حيث يصل ارتفاعه تقريبا إلى أربعة أمتار ووزنه 7الاف كجم.
كما أن الفيل كان يُستخدم كألة لتحريك الأشياء الثقيلة والحفْر وأحد اسلحة القتال وكذلك رفرفة الأفيال لأذنها الكبيرة تساعدها على التحكم في تغيير درجة حرارة جسمها، كما أن الافيال تمتلك وعياً ذاتياً ..
ولكن تبدل الحال واقتصر دورالافيال الأن لتصبح مجرد “فرجة” في حدائق الحيوان والسيرك..!!!.
وكثيرا ما ادهشني منظر الفيل و جسده الهائل الذي من الممكن أن يدمر مبنى شاهق – وواقعة ابرهه الاشرم خير دليل على ذلك عندما أراد إبرهه ملك الحبشة في العصور الجاهلية هدم الكعبة فتوجه بمجموعة من الفيله معتمدا على قوتها وقدرتها الجسدية ولم ينقذ الكعبة من الهدم سوى إرادة الله المتمثلة في الطير الأبابيل التي ألقت عليهم حجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول –
وأسأل نفسي ماالذي حدث لهذا الحيوان الضخم ..!!
لقد اصبح مستأنسا هادئا موثق بحبل هش قصير يستطيع أن يمزقه بسهوله ويتحرر وينطلق، لكنه حريص كل الحرص على البقاء في المجال الذي يوفره له هذا الهش…..
وماذا اصابه ليصبح مجرد “فرجة”في سيرك أو حديقة حيوان أو محمية طبيعية…
ولأنه إذا عُرِف السبب بَطُلَ العجب وزالت الدهشة، فقد بحثت عن السبب وزال العجب..
كان الهنود القدامى يقيدون صغار الأفيال بجنازير حديدية تمنعهم من الحركة في نطاق واسع وتحكم المدى الذي يتحركون فيه وكان الفيل المسكين يحاول جاهداً التملص من هذا القيد لكنه يفشل، مرة بعد أخرى وبعد أن يكتسب هذا الحيوان الضخم عجزا داخليا نفسياً يمنعه من التحرك خارج هذا المدى الذي رُسم له فيتعلم شيئاً فشيئاً الإستسلام والرضوخ للأمر الواقع حتى وان تم اطلاق سراحة ولم يقيد بعد فترة، فهو له مجال محدد يتحرك فيه مكتسب من خبرة سابقة مر بها “القيد بالجنازير”….!!
واصبحت كلما أنظر إلى الفيله في الأفلام الوثائقية أو في الصور الفوتوغرافية يهيئ لي أنها تنطق ألماً بصوت مكتوم قائلة: جعلوني عاجزاً .
“سيلجمان” عالم النفس الامريكي يؤكد على أن الآلية المسؤولة عن اكتساب العجز إنما تعود لاسلوب التفكير الذي يُمارس في مواجهة المواقف المزعجة .
فعندما تمر بموقف مزعج فتميل إلى تبني تصور معين لسبب حدوث هذا الموقف المزعج ، وكلما كانت الاسباب المدركة للموقف قريبة من قدرتك على الضبط والتحكم ، ازداد احتمال مواجهتك للموقف بطريقة فاعلة ، وهذا هو التفاؤل “الايجابية”
اما إذا كانت قدرتك وأسبابك المدركه للموقف بعيدة عنك وليس لديك قدرة على الضبط والتحكم فيها، قل احتمال مواجهتك للموقف بطريقة فاعلة وهذا هو التشاؤوم “السلبية”…
الغريب أننا نجد كثير من بني البشر عاجزين يحملون راية اليأس والتشاؤم رافعين شعار”ليس في الامكان أبدع مما كان ” ويلقون بأنفسهم طواعية أسرى لهذا العجز ..
ورغم أن كثير من البشر يمتلكون قدرات ذهنية وانسانية خارقة وميزات متعددة
إلا أنهم وقعوا ضحية للعجز المكتسب الذي قد يكونوا حصلوا عليه ممن حولهم من الرفاق اصحاب الطاقات السلبية أو نتيجة لأخر تعايشوا معه يُهبٌط من همتهم ودائما يُصَدَر لهم احساس عدم الرضا عما يفعلوه أو أن يكون هؤلاء تعرضوا لتربية في صغرهم كانت مليئة بالاساءات تركت بداخلهم جروحاً وندوباً لم تُشفَ حتى الكبر فشبوا عجزه …
ومن وجهة نظري العفويه أن العجز المكتسب قد يكون مصير الفيل لأنه حيوان لكن الانسان الذي كرمه الله ومنحه عقلا واخضع كل المخلوقات لتكون مُسخرة له وأمره في كتابه العزيز ان يسعى، يتفكر، يتدبر، ويتعقل..فالعجز لايليق به أبدا
أيها الإنسان ألا تستحق أن تكون حراً قادراً على مواجهة نفسك ومصالحتها والتعايش معها بحلوها ومرها ساعيا لتبديل حالك إلى الافضل بدلا من أن تكون عاجزاً طوال سنوات عمرك تخشى الجلوس مع نفسك ومواجهتها وايقاظها من عجزها ..
تمرد وأرفض أن يجعلوك عاجزا …
تدٌبر..تعقٌل ..تفكٌر